٦١
أحوال إما أن يكون في الطاعة أو في المعصية أو في النعمة أو في الشدة
فإذا كان في الطاعة ينبغي أن يذكر الله عز وجل بالإخلاص ويسأله القبول والتوفيق
وإذا كان في المعصية ينبغي أن يذكر الله عز وجل بالامتناع عنها ويسأل منه التوبة منها والمغفرة
وإذا كان في النعمة يذكره بالشكر وإذا كان في الشدة يذكره بالصبر
ثم قال " وسبحوه بكرة وأصيلا " يعني غدوا وعشيا
يعني صلوا لله بالغداة والعشي
يعني الفجر والعصر
ويقال بالغداة
يعني صلوا أول النهار وهي صلاة الفجر " وأصيلا " يعني صلوا آخر النهار وأول النهار وهي صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء
ثم قال عز وجل " هو الذي يصلي عليكم " يقول هو الذي يرحمكم ويغفر لكم " وملائكته " أي يأمر الملائكة عليهم السلام بالاستغفار لكم " ليخرجكم من الظلمات إلى النور " يعني أخرجكم من ظلمة الكفر إلى الإيمان ووفقكم لذلك
اللفظ لفظ المستأنف والمراد به الماضي يعني أخرجكم من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان ونور قلوبكم بالمعرفة
ويقال معناه ليثبتكم على الإيمان ويمنعكم عن الكفر
ويقال " ليخرجكم من الظلمات " يعني من المعاصي إلى نور التوبة والطهارة من الذنوب
ويقال من ظلمات القبر إلى نور المحشر
ويقال من ظلمات الصراط إلى نور الجنة
ويقال من ظلمات الشبهات إلى نور البرهان والحجة
ثم قال " وكان بالمؤمنين رحيما " يعني بالمصدقين الموحدين " رحيما " يرحم عليهم
ثم قال عز وجل " تحيتهم يوم يلقونه سلام " قال مقاتل يعني يلقون الرب في الآخرة بسلام
وقال الكلبي تجيبهم الملائكة عليهم السلام على أبواب الجنة بالسلام فإذا دخلوها حيا بعضهم بالسلام
وتحية الرب إياهم حين يرسل إليهم بالسلام
ويقال يعني يسلم بعضهم على بعض ويقال يسلمون على الله تعالى " وأعد لهم أجرا كريما " يعني جزاء حسنا في الجنة
ويقال مساكن في الجنة حسنة
سورة الأحزاب ٤٥ - ٤٨
قوله عز وجل " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا " يعني شهيدا على أمتك بالبلاغ " ومبشرا " بالجنة لمن أطاع الله في الآخرة وفي الدنيا بالنصرة " ونذيرا " من النار يعني مخوفا لمن عصى الله عز وجل " وداعيا إلى الله " يعني أرسلناك داعيا إلى توحيد الله ومعرفته " بإذنه " يعني بأمره " وسراجا منيرا " يعني أرسلناك سراجا منيرا لأنه يضيء الطريق فهذه كلها صارت نصبا لنزع الخافض


الصفحة التالية
Icon