٦٦
حفيظا
وروى عمرو بن دينار عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها قالت ما مات رسول الله ﷺ حتى حل له النساء بعد قوله " لا يحل لك النساء "
سورة الأحزاب ٥٣ - ٥٥
قوله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي " وذلك أن أناسا من المسلمين كانوا يتحينون غذاء النبي ﷺ ويدخلون عليه بغير إذن ويجلسون وينتظرون الغداء وإذا أكلوا جلسوا طويلا ويتحدثون طويلا فأمرهم الله عز وجل بحفظ الأدب فقال " لا تدخلوا بيوت النبي " " إلا أن يؤذن لكم إلى طعام " يعني إلا أن يدعوكم ويأذن لكم في الدخول " غير ناظرين إناه " يعني من غير أن تنتظروا وقته
ويقال أصله إدراك الطعام يعني غير ناظرين إدراكه
ويقال " إناه " يعني نضج الطعام
ثم قال " ولكن إذا دعيتم فادخلوا " يعني إذا دعاكم إلى الطعام فادخلوا بيته " فإذا طعمتم " الطعام " فانتشروا " يعني تفرقوا " ولا مستأنسين لحديث " أي لا تدخلوا مستأنسين للحديث " إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم " أن يقول لكم تفرقوا " والله لا يستحي من الحق " يعني من بيان الحق أن يأمركم بالخروج بعد الطعام
قال الفقيه أبو الليث في الآية حفظ الأدب والتعليم أن الرجل إذا كان ضيفا لا ينبغي أن يجعل نفسه ثقيلا ولكنه إذا أكل ينبغي أن يخرج
ثم قال " وإذا سألتموهن متاعا " يعني إذا سألتم من نسائه متاعا فلا تدخلوا عليهن " فاسألوهن من وراء حجاب " يعني من خلف الستر
ويقال خارج الباب " ذلكم أطهر " من الريبة " لقلوبكم وقلوبهن "
ثم قال " وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله " قال وذلك أن طلحة بن عبيد الله قال لئن مات محمد لأتزوجن بعائشة فنزل " وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله " " ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا " يعني ولا أن تتزوجوا أزواجه من بعد وفاته أبدا " إن ذلك كان عند الله عظيما " في العقوبة
ويقال إنما نهى عن ذلك لأنهن أزواجه في الدنيا والآخرة
وروي عن حذيفة أنه قال لامرأته إن أردت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي بعدي فإن المرأة لآخر أزواجها ولذلك حرم الله تعالى على أزواج النبي ﷺ أن يتزوجن بعده
وروي أن أم الدرداء قالت لأبي الدرداء عند موته إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحاك وإني أخطبك إلى نفسك في الآخرة فقال لها فلا تنكحي بعدي فخطبها معاوية بن أبي سفيان فأخبرته بالذي كان وأبت أن تتزوجه
وروي في خبر آخر بخلاف هذا أن أم حبيبة قالت يا رسول الله ﷺ إن المرأة منا كان لها زوجان لأيهما تكون في الآخرة فقال ( إنها تخير فتختار أحسنهما خلقا معها )
ثم قال ( يا أم حبيبة إن حسن الخلق ذهب بالدنيا والآخرة