٦٧
سورة سبأ ٣٤ - ٣٥
قوله عز وجل " وما أرسلنا في قرية من نذير " يعني من رسول " إلا قال مترفوها " يعني جبابرتها ورؤساؤها للرسل " إنا بما أرسلتم به كافرون " يعني جاحدون بالتوحيد والمترف المتنعم وإنما أراد به المتكبرين " وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا " في الدنيا " وما نحن بمعذبين " في الآخرة
ومعناه أن الكفار المتقدمين استخفوا بالفقراء وآذوا الرسل كما يفعل بك قومك وافتخروا بما أعطاهم الله عز وجل من الأموال كما افتخر قومك
وأمره بأن يأمرهم بأن لا يفتخروا بالمال فإن الله تعالى يعطي المال لمن يشاء
سورة سبأ ٣٦ - ٣٩
قوله عز وجل " قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء " أي يوسع المال لمن يشاء وهو مكر منه واستدراج " ويقدر " يعني يقتر على من يشاء وهو نظر له لكي يعطى في الآخرة من الجنة بما قتر عليه في الدنيا " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " أن التقتير والبسط من الله عز وجل
ويقال لا يصدقون أن الذين اختاروا الآخرة خير من الذين اختاروا الدنيا فأخبرهم الله تعالى أن أموالهم لا تنفعهم يوم القيامة فقال عز وجل " وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى " يعني قربة ومعناه وما أموالكم بالتي تقربكم ولا أولادكم ولو كان على سبيل الجمع لقال بالذين يقربونكم لأن الحكم للآدميين إذا اجتمع معهم غيرهم
ثم قال " إلا من آمن " يعني إلا من صدق بالله ورسوله " وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف " يعني أجرة مثل ما يكون لغيره
ويقال الذي يقربكم إلى الله " فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا " يعني للواحد عشرة إلى سبعمائة وإلى ما لا يحصى
وقال القتبي أراد بالضعف التضعيف أي لهم جزاء وزيادة
قال ويحتمل " جزاء الضعف " أي جزاء الأضعاف كقوله " عذابا ضعفا من النار " [ الأعراف ٣٨ ] أي مضافا
وروي عن محمد بن كعب القرظي أنه قال إن الغني إذا كان تقيا يضاعف الله له الأجر مرتين ثم قرأ هذه الآية
" وما أموالكم ولا أولادكم " إلى قوله " فأولئك لهم جزاء الضعف " يعني أجره مثلي ما يكون لغيره
ويقال هذا لجميع من عمل صالحا