ثم قال عز وجل " ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون " يعني بعد الحساب يتفرقون فريق في الجنة وفريق في النار
ثم أخبر عن مرجع كل فريق فقال " فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات " يعني الذين صدقوا بالله ورسوله وأدوا الفرائض والسنن " فهم في روضة يحبرون " قال مقاتل يعني في بستان يكرمون وينعمون
وقال السدي " يحبرون " أي يفرحون ويكرمون
وقال مجاهد " يحبرون " يعني ينعمون
وقال القتبي " يحبرون " يعني يسرون والحبرة السرور
ومنه يقال مع كل حبرة عبرة
وقال الزجاج " يحبرون " يعني يحسنون إليهم يقال للعالم حبر وللمداد حبر لأنه يحسن به الكتابة ويقال ( يحبرون ) أي يسمعون أصوات المغنيات.
قوله عز وجل " وأما الذين كفروا بآياتنا " يعني بمحمد ﷺ والقرآن " ولقاء الآخرة " يعني البعث بعد الموت " فأولئك في العذاب محضرون " يعني مقرنين
ويقال يجتمعون هم وآلهتهم
سورة الروم ١٧ - ١٩
قوله عز وجل " فسبحان الله " يعني صلوا لله " حين تمسون " يعني صلاة الغرب والعشاء " وحين تصبحون " يعني صلاة الفجر " وعشيا " يعني صلاة العصر " وحين تظهرون " على معنى التقديم والتأخير أي صلاة الظهر " وله الحمد في السموات والأرض " يعني يحمده أهل السموات وأهل الأرض
ويقال له الألوهية في السموات والأرض كقوله عز وجل " وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله " [ الزخرف٨٤ ] يقال " وله الحمد " يعني الحمد على أهل السموات وأهل الأرض لأنهم في نعمته فالحمد واجب علينا
ثم قال عز وجل " يخرج الحي من الميت " يعني الدجاجة من البيضة والإنسان من النطفة والمؤمن من الكافر
" ويخرج الميت من الحي " يعني البيضة من الدجاجة والكافر من المؤمن
" ويحيي الأرض بعد موتها " يعني ينبت النبات من الأرض بعد يبسها وقحطها بالمطر
" وكذلك تخرجون " يعني يحييكم بالمطر الذي يمطر من البحر المسجور كالمني فتحيون به
وقال مقاتل يرسل الله عز وجل يوم القيامة ماء الحيوان من السماء السابعة من البحر المسجور على الأرض بين النفختين فينتشر عظام الموتى فذلك قوله " وكذلك تخرجون "