٧١
الطريق وأضللته عن الطريق بمعنى واحد
قرأ ابن عامر " ساداتنا "
وقرأ الباقون " سادتنا " جمع سيد وساداتنا جمع الجمع
ثم قال عز وجل " ربنا آتهم ضعفين من العذاب " يعني زدهم واحمل عليهم
يعني عذبهم بذنوبهم وارفع عنا بعض العذاب واحمل عليهم فإنهم هم الذين أضلونا " والعنهم لعنا كبيرا " قرأ عاصم وابن عامر في إحدى الروايتين " كبيرا " بالباء من الكبر والعظم يعني عذبهم عذابا عظيما
وقرأ الباقون " كثيرا " من الكثرة يعني عذبهم عذابا كثيرا دائما
سورة الأحزاب ٦٩ - ٧١
قوله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى " يعني لا تؤذوا رسول الله ﷺ كما آذى بنو إسرائيل موسى عليه السلام
قال الفقيه أبو الليث رحمه الله أخبرني الثقة بإسناده عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال ( كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده
فقال بعضهم والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا به أدرة فذهب موسى عليه السلام مرة يغتسل
فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه فخرج موسى بأثره يقول حجر ثوبي حجر ثوبي حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى
فقالوا والله ما بموسى من بأس
فقام الحجر وأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربا )
فقال أبو هريرة ستة أو سبعا
والله إن بالحجر لندبا سبعة بضرب موسى وذلك قوله " فبرأه الله مما قالوا " ويقال إن موسى وهارون خرجا فتوفي هارون في تلك الخرجة فلما رجع موسى إلى قومه قالت السفهاء من بني إسرائيل لموسى أنت قتلت هارون
فخرج موسى مع جماعة من بني إسرائيل فأحيا الله تعالى هارون عليه السلام فأخبر أنه لم يقتله أحد وأنه مات بأجله فذلك قوله تعالى " فبرأه الله مما قالوا " " وكان عند الله وجيها " يعني مكينا وكان له جاه عنده منزلة وكرامة
ثم قال عز وجل " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله " يعني أطيعوا الله واخشوا الله " وقولوا قولا سديدا " يعني عدلا صوابا وهو قولهم ابن فلان فأمرهم أن ينسبوهم إلى آبائهم
ويقال " قولوا قولا سديدا " يعني لا إله إلا الله
ويقال قولا مخلصا " يصلح لكم أعمالكم " يعني يقبل أعمالكم " ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله " في السر والعلانية " فقد فاز فوزا عظيما " يعني نجا بالخير وأصاب نصيبا وافرا


الصفحة التالية
Icon