٧٥
سورة سبأ ٤ - ٥
قوله عز وجل " وقال الذين كفورا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي " قسم أقسم به يعني بلى والله
( لتأتينكم عالم الغيب ) قرأ ابن عامر ونافع " عالم " بالضم جعله رفعا بالابتداء وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم " عالم الغيب " بكسر الميم وهو صفة لله تعالى وهو قوله " الحمد لله " ويقال رده إلى حرف القسم وهو قوله " قل بلى وربي عالم الغيب "
وقرأ حمزة والكسائي " علام الغيب " وهو على المبالغة في وصف الله عز وجل بالعلم
ويقال من قرأ " عالم الغيب " بضم الميم فهو على المدح ومعناه هو " عالم الغيب "
ويقال هو على الابتداء وخبره " لا يعزب عنه "
قرأ الكسائي " لا يعزب " بكسر الزاي وقرأ الباقون بالضم ومعناهما واحد أي لا يغيب عنه " مثقال ذرة " يعني وزن ذرة صغيرة
والذرة النملة الصغيرة الحمراء ويقال التي ترى في شعاع الشمس " في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين " يعني قد بين الله عز وجل في اللوح المحفوظ
قوله عز وجل " ليجزي " يعني لكي يثيب " الذين آمنوا " بأعمالهم في الدنيا " وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة " لذنوبهم " وزرق كريم " أي ثواب حسن في الجنة
قوله عز وجل " والذين سعوا في آياتنا " يعني عملوا في القرآن " معاجزين " يعني متسابقين ليسبق كل واحد منهم بالتكذيب قرأ أبو عمرو وابن كثير " معجزين " أي مثبطين يثبطون الناس عن الإيمان بالقرآن " أولئك لهم عذاب من رجز أليم " قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص " أليم " بضم الميم وكذلك في الجاثية جعلاه من نعت العذاب يعني عذاب أليم من رجز على معنى التقديم عذاب شديد
وقرأ الباقون بالكسر فيكون صفة للرجز يعني عذاب من العذاب الأليم
سورة سبأ ٦ - ٩
ثم قال عز وجل " ويرى الذين أوتوا العلم " يعني ويعلم الذين أتوا العلم
وهكذا في قراءة ابن مسعود يعني به مؤمني أهل الكتاب يعني إنهم يعلمون أن " الذي أنزل إليك من ربك " يعني القرآن " هو الحق ويهدي " يعني يدعو ويدل " إلى صراط العزيز الحميد "