٨٥
سورة سبأ ٢٦ - ٣٠
قوله عز وجل " قل من يرزقكم من السموات والأرض " يعني المطر والنبات فإن أجابوك وإلا ف " قل الله " يعني الله يرزقكم من السموات والأرض ثم قال " وإنا أو إياكم " يعني قل لهم أحدنا " لعلى هدى " والأخرى على الضلالة
يعني إنا على الهدى وأنتم على الضلالة وهذا كرجل يقول لآخر أحدنا كاذب وهو يعلم أنه أراد به صاحبه
ويقال في الآية تقديم يعني وإنا على الهدى وإياكم لفي " ضلال مبين "
ثم قال عز وجل " قل لا تسألون عما أجرمنا " يعني لا تسألون عن جرم أعمالنا " ولا نسأل عما تعملون " يعني لا نسأل عن جرم أعمالكم
ويقال لا تأخذون بجرمنا ولا نؤخذ بجرمكم
قوله عز وجل " قل يجمع بيننا ربنا " يعني يوم القيامة نحن وأنتم " ثم يفتح بيننا " يعني يقضي بيننا بالحق يعني بالعدل " وهو الفتاح " يعني القاضي " العليم " بما يقضي " قل أروني الذين ألحقتم به شركاء " يعني أروني آلهتكم الذين تعبدون من دون الله وتزعمون أنها له شركاء
أي ماذا خلقوا في السموات والأرض من الخلق " كلا " يعني ما خلقوا شيئا " بل هو الله " خالق كل شيء " العزيز " في ملكه " الحكيم " في أمره
قوله عز وجل " وما أرسلناك إلا كافة للناس " أي عامة للناس " بشيرا "
وروى خالد الحذاء عن قلابة عن النبي ﷺ أنه قال ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي بعثت إلى كل أحمر وأسود فليس أحد من أحمر وأسود يدخل في أمتي إلا كان منهم ونصرت بالرعب أمامي مسيرة شهر وجعلت فاتحا وخاتما وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا أينما أدركتنا الصلاة صلينا وإن لم نجد ماء تيممنا وأطعمنا غنائمنا ولم يطعمها أحد كان قبلنا كانت قربانهم تأكله النار )
ثم قال " بشيرا ونذيرا " يعني " بشيرا " بالجنة لمن أطاعه " ونذيرا " بالنار لمن عصاه " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " يعني لا يصدقون بالجنة ولا بالنار " ويقولون متى هذا الوعد " يعني البعث " إن كنتم صادقين " يعني إن كنت صادقا بالعبث
ويقال إن كنت رسول الله


الصفحة التالية
Icon