" صفحة رقم ١٣٦ "
فلما رآني قد حممت ارتحاله
تملك لو يجدي عليه التلمك
والملك هو القهر والتسليط على من تتأتى منه الطاعة ويكون ذلك باستحقاق وبغير استحقاق. والملك هو القهر على من تتأتى منه الطاعة ومن لا تتأتى منه ويكون ذلك منه باستحقاق فبينهما عموم وخصوص من وجه. وقال الأخفش : يقال ملك من الملك بضم الميم ومالك من الملك بكسر الميم وفتحها وزعموا أن ضم الميم لغة في هذا المعنى. وروي عن بعض البغداديين لي في هذا الوادي ملك وملك بمعنى واحد.
( يوم ( اليوم هو المدة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ويطلق على مطلق الوقت وتركيبه غريب أعني وجود مادة تكون فاء الكلمة فيها ياء وعينها واوا لم يأت من ذلك سوى يوم وتصاريفه ويوح اسم للشمس وبعضهم زعم أنه بوج بالباء والمعجمة بواحدة من أسفل. ) الدين ( الجزاء دناهم كما دانوا قاله قتادة والحساب ) ذلك الدين القيم الروم ( قاله ابن عباس والقضاء ) ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله النور ( والطاعة في دين عمرو وحالت بيننا وبينك فدك قاله أبو الفضل والعادة كدينك من أم الحويرث قبلها من معلقة امرئ القيس وكنى بها هنا عن العمل قاله الفراء والملة ) ورضيت لكم الأسلام دينا المائدة ( ) إن الدين عند الله الإسلام آل عمران ( والقهر ومنه المدين للعبد والمدينة للأمة قاله يمان بن رئاب. وقال أبو عمرو الزاهد : وإن أطاع وعصى وذل وعز وقهر وجار وملك. وحكى أهل اللغة : دنته بفعله دينا بفتح الدال وكسرها جازيته. وقيل : الدين المصدر والدين بالكسر الإسم والدين السياسة والديان السايس. قال ذو الإصبع عنه : ولا أنت دياني فتخزوني والدين الحال. قال النضر بن شميل : سألت أعرابيا عن شيء فقال : لو لقيتني على دين غير هذا لأخبرتك والدين الداء عن اللحياني وأنشد : يا دين قلبك من سلمى وقد دينا.
ومن قرأ بجر الكاف فعلى معنى الصفة فإن كان بلفظ ملك على فعل بكسر العين أو إسكانها أو مليك بمعناه فظاهر لأنه وصف معرفة بمعرفة وإن كان بلفظ مالك أو ملاك أو مليك محولين من مالك للمبالغة بالمعرفة ويدل عليه قراءة من قرأ ملك يوم الدين فعلا ماضيا وإن كان بمعنى الاستقبال وهو الظاهر لأن اليوم لم يوجد فهو مشكل لأن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال فإنه تكون إضافته غير محضة فلا يتعرف بالإضافة وإن أضيف إلى معرفة فلا يكون إذ ذاك صفة لأن المعرفة لا توصف بالنكرة ولا بدل نكرة من معرفة لأن البدل بالصفات ضعيف.


الصفحة التالية
Icon