" صفحة رقم ١٤٣ "
الوسيلة قبل طلب الحاجة لتحصل الإجابة ليها وأطلق العبادة والاستعانة ليتناول كل معبود به وكل مستعان عليه. وكرر إياك ليكون كل من العبادة والاستعانة سيقا في جملتين وكل منهما مقصودة وللتنصيص على طلب العون منه بخلاف لو كان إياك نعبد ونستعين فإنه كان يحتمل أن يكون إخبارا بطلب العون أي وليطلب العون من غير أن يعين ممن يطلب..
ونقل عن المنتمين للصلاح تقييدات مختلفة في العبادة والاستعانة كقول بعضهم : إياك نعبد بالعلم وإياك نستعين عليه بالمعرفة وليس في اللفظ ما يدل على ذلك. وفي قوله : نعبد قالوا رد على الجبرية وفي نستعين رد على القدرية ومقام العبادة شريف وقد جاء الأمر به في مواضع قال تعالى :) واعبد ربك الحجر ( ) اعبدوا ربكم البقرة ( والكناية به عن أشرف المخلوقين ( ﷺ ) ). قال تعالى :) سبحان الذى أسرى بعبده الإسراء ( ) وما أنزلنا على عبدنا الأنفال ( وقال تعالى حكاية عن عيسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام قال :) إنى عبد الله مريم ( وقال تعالى وتقدس :) لا إله إلا أنا فاعبدنى طه ( فذكر العبادة عقيب التوحيد لأن التوحيد هو الأصل والعبادة فرعه. وقالوا في قوله : إياك. رد على الدهرية والمعطلة والمنكرين لوجود الصانع فإنه خطاب لموجود حاضر
الفاتحة :( ٦ ) اهدنا الصراط المستقيم
اهدنا الصراط المستقيم.
( اهدنا ( الهداية : الإرشاد والدلالة والتقدم ومنه الهوادي أو التبيين ) وأما ثمود فهديناهم فصلت ( أو الإلهام ) أعطى كل شيء خلقه ثم هدى طه ( قال المفسرون : معناه ألهم الحيوانات كلها إلى منافقها أو الدعاء ولكل قوم هاد الرعد أي داع والأصل في هدي أن يصل إلى تأتي معمولة باللام ) يهدى للتى هو أقوم الإسراء ( أو إلى ) لتهدى إلى صراط مستقيم ( ثم يتسع فيه فيعدى إليه بنفسه ومنه ) اهدنا الصراط ( ونا ضمير المتكلم ومعه غيره أو معظم نفسه. ويكون في موضع رفع ونصب وجر.
( الصراط ( الطريق وأصله بالسين من السرط وهو الفم ومنه سمي الطريق لقما وبالسين على الأصل قرأ قنبل ورويس وإبدال سينه صادا هي الفصحى وهي لغة قريش وبها قرأ الجمهور وبها كتبت في الإمام وزايا لغة رواها الأصمعي عن أبي عمرو وأشمامها زايا لغة قيس وبه قرأ حمزة بخلاف وتفصيل عن رواته وقال أبو يعلى : وروي عن أبي عمرو والسين والصاد والمضارعة بين الزاي والصاد ورواه عنه العريان عن أبي سفيان وروى الأصمعي عن أبي عمرو أنه قرأها بزاي خالصة. قال بعض اللغويين : ما حكاه الأصمعي في هذه القراءة خطأ منه إنما سمع أبا عمرو يقرؤها بالمضارعة فتوهمها زايا ولم يكن الأصمعي نحويا فيؤمن على هذا. وحكى هذا الكلام أبو علي عن أبي بكر بن مجاهد وقال أبو جعفر الطوسي في تفسيره وهو إمام من أئمة الإمامية : الصراط


الصفحة التالية
Icon