" صفحة رقم ٣٩٧ "
محمد بن الفضل : سورة الإخلاص، لأن ليس فيها إلاَّ التوحيد فقط. وقال محمد بن إسحاق : المحكمات ما ليس لها تصريف ولا تحريف. وقال مقاتل : المحكمات خمسمائة آية، لأنها تبسط معانيها، فكانت أمَّ فروع قيست عليها وتولدت منها، كالأم يحدث منها الولد، ولذلك سماها : أم الكتاب، والمتشابه : القصص والأمثال.
وقال يحي بن يعمر : المحكم الفرائض، والوعد والوعيد ؛ والمتشابه : القصص والأمثال. وقيل : المحكم ما قام بنفسه ولم يحتج إلى استدلال. والمتشابه ما كان معاني أحكامه غير معقولة، كأعداد الصلوات، واختصاص الصوم بشهر رمضان دون شعبان. وقيل : المحكم ما تقرر من القصص بلفظ واحد، والمتشابه ما اختلف لفظه، كقوله :) فَإِذَا هِىَ حَيَّةٌ تَسْعَى ( ) فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ( و ) قُلْنَا احْمِلْ ( و ) فَاسْلُكْ ).
وقال أبو فاختة : المحكمات فواتح السور المستخرج منها السور : كألم والمر. وقيل : المتشابه فواتح السور، بعكس الأول. وقيل : المحكمات : التي في سورة الأنعام إلى آخر الآيات الثلاث، والمتشابهات : آلم وآلمّرَ، وما اشتبه على اليهود من هذه ونحوها، حين سمعوا : آلم، فقالوا : هذه بالجُمَّلِ : أحد وسبعون، فهو غاية أجل هذه الأمة، فلما سمعوا : ألر، وغيرها، اشتبهت عليهم. أو : ما اشتبه من النصارى من قوله :) وَرُوحٌ مّنْهُ ).
وقيل : المتشابهات ما لا سبيل إلى معرفته، كصفة الوجه، واليدين، واليد، والاستواء.
وقيل : المحكم ما أمر الله به في كل كتاب أنزله، نحو قوله :) قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ ( الآيات و ) قَضَى رَبَّكَ ( الآيات وما سوى المحكم متشابه.
وقال أكثر الفقهاء : المحكمات التي أحكمت بالإبانة، فإذا سمعها السامع لم يحتج إلى تأويلها، لأنها ظاهرة بينه، والمتشابهات : ما خالفت ذلك. وقال بن أبي نجيح : المحكم ما فيه الحلال والحرام. وقال ابن خويز منداذ : المتشابه ما له وجوه واختلف فيه العلماء، كالآيتين في الحامل المتوفى عنها زوجها، عليّ وابن عباس يقولان : تعتد أقصى الأجلين، وعمر، وزيد، وابن مسعود يقولون : وضع الحمل. وخلافهم في النسخ، وكالاختلاف في الوصية للوراث هل نسخت أم لا. ونحو تعارض الآيتين : أيهما أولى أن يقدّم إذا لم يعرف النسخ ؟ نحو :) وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ ( يقتضي الجمع بين الأقارب بملك اليمين ) وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الاْخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ ( يمنع من ذلك ؟
ومعنى : أم الكتاب، معظم الكتاب، إذ المحكم في آيات الله كثير قد فصل. وقال يحي بن يعمر : هذا كما


الصفحة التالية
Icon