" صفحة رقم ٤٢٠ "
مؤمنو أهل الكتاب. وقيل : المهاجرون والأنصار. وقيل : علماء المؤمنين. وقال الحسن : المؤمنون.
والمراد بأولي العلم : من كان من البشر عالماً، لأنهم ينقسمون إلى : عالم وجاهل، بخلاف الملائكة. فإنهم في العلم سواء.
و ) وَأَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ ( : مفعول : شهد، وفصل به بين المعطوف عليه والمعطوف، ليدل على الاعتناء بذكر المفعول، وليدل على تفاوت درجة المتعاطفين، بحيث لا ينسقان متجاورين. وقدم الملائكة على أولي العلم من البشر لأنهم الملأ الأعلى، وعلمهم كله ضروري، بخلاف البشر، فإن علمهم ضروري وإكتسابي.
وقرأ أبو الشعثاء : شهد، بضم الشين مبنياً للمفعول، فيكون : أنه، في موضع البدل أي : شهد وحدانية الله وألوهيته. وارتفاع : الملائكة، على هذه القراءة على الابتداء، والخبر محذوف تقديره : والملائكة وأولو العلم يشهدون. وحذف الخبر لدلال المعنى عليه، ويحتمل أن يكون فاعلاً بإضمار فعل محذوف لدلالة شهد عليه، لأنه إذا بني الفعل للمفعول فإنه قبل ذلك كان مبنياً للفاعل، والتقدير : وشهد بذلك الملائكة وأولو العلم.
وقرأ أبو المهلب، عم محارب بن دثار : شهداء الله، على وزن : فعلاء، جمعاً منصوباً.
قال ابن جني : على الحال من الضمير في المستغفرين. وقيل : نصب على المدح، وهو جمع شهداء، وجمع شاهد : كظرفاء وعلماء. وروي عنه، وعن أبي نهيك : شهداء الله، بالرفع أي : هم شهداء الله. وفي القراءتين : شهداء، مضاف إلى اسم الله.
وروي عن أبي المهلب : شهد بضم الشين والهاء، جمع : شهيد، كنذير ونذر، وهو منصوب على الحال، واسم الله منصوب. وذكر النقاش : أنه قرىء كذلك بضم الدال وبفتحها مضافاً لام الله في القراءتين.
وذكر الزمخشري، أنه قرىء : شهداء لله، برفع الهمزة ونصبها، وبلام الجر داخلة على اسم الله، فوجه النصب على الحال من المذكورين، والرفع على إضمارهم، ووجه رفع الملائكة على هاتين القراءتين عطفاً على الضمير المستكن في شهداء، وأجاز ذلك الوقوع الفاصل بينهما. وتقدم توجيه رفع الملائكة إما على الفاعلية، وإما على الإبتداء.
وقرأ أبو عمر وبخلاف عنه بإدغام : واو، وهو في : واو، والملائكة. وقرأ ابن عباس :) أَنَّهُ لا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ ( بكسر الهمزة في : أنه، وخرج ذلك على أنه أجرى : شهد، مجرى : قال، لأن الشهادة في معنى القول، فلذلك كسر إن، أو على أن معمول : شهد، هو إن الدين عند الله الإسلام ( ويكون قوله :) ( ويكون قوله :) أَنَّهُ لا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ ( جملة اعتراض بين المعطوف عليه والمعطوف، إذ فيها تسديد لمعنى الكلام وتقوية، هكذا خرجوه والضمير في : أنه، يحتمل أن يكون عائداً على : الله، ويحتمل أن يكون ضمير الشأن، ويؤيد هذا قراءة عبد الله ) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ ( ففي هذه القراءة يتعين أن يكون المحذوف إذا خففت ضمير الشأن، لأنها إذا خففت لم تعمل في غيره إلاَّ ضرورة، وإذا عملت فيه لزم حذفه.
قالوا : وانتصب :) قَائِمَاً بِالْقِسْطِ ( على الحال من اسم الله تعالى، أو من : هو، أو من الجميع، على اعتبار كل واحد واحد، أو على المدح، أو صفة للمنفي، كأنه قيل : لا إله قائماً بالقسط إلاَّ هو. أو : على القطع، لأن أصله : القائم، وكذا قرأ ابن مسعبود، فيكون كقوله :) وَلَهُ الدّينُ وَاصِبًا ( أي الواصب.
وقرأ أبو حنيفة : قيما، وانتصابه على ما ذكر. وذكر السجاوندي : أن قراءة عبد الله : قائم، فأما انتصابه على الحال من اسم الله فعالمها شهد، إذ هو العامل في الحال، وهي في هذا الوجه حال لازمة، لأن القيام بالقسط وصف ثابت لله تعالى.
وقال الزمخشري : وانتصابه على أنه حال مؤكدة منه، أي : من الله،