" صفحة رقم ٤٥١ "
والعجمة انصرف نكرة. وقد ذهب إلى ذلك أبو حاتم، وهو غلط منه، ويقال : ذكرى بحذف الألف، وفي آخره ياء كياء بحتى، منونة فهو منصرف، وهي لغة نجد، ووجهه فيما قال أبو علي ؛ إنه حذف ياءي الممدود والمقصور، وألحقه ياءي النسب يدل على ذلك صرفه، ولو كانت الياءان هما اللتين كانتا في زكريا لوجب أن لا يصرف للعجمة والتعريف. انتهى كلامه. وقد حكي : ذكر على وزن : عمر، وحكاها الأخفش.
المحراب : قال أبو عبيدة : سيد المجالس وأشرفها ومقدمها، وكذلك هو من المسجد، وقال الاصمعي : الغرفة وقال : وماذا عليه إن ذكرت أوانسا
كغزلان رمل في محاريب أقتالِ
شرحه الشراح في غرف أقيال وقال الزجاج : الموضع العالي الشريف وقال أبو عمرو بن العلاء : القصر، لشرفه وعلوه وقيل : المسجد وقيل : محرابه المعهود سمي بذلك لتحارب الناس عليه وتنافسهم فيه، وهو مقام الإمام من المسجد.
هنا : اسم إشارة للمكان القريب، والتزم فيه الظرفية إلاَّ أنه يجر بحرف الجر، فإن ألحقته كاف الخطاب دل على المكان البعيد. وبنو تميم تقول : هناك، ويصح دخول حرف التنبيه عليه إذا لم تكن فيه اللام، وقد يراد بها ظرف الزمان.
النداء : رفع الصوت، وفلان أندى صوتاً، أي أرفع، ودار الندوة لأنهم كانوا ترتفع أصواتهم بها، والمنتدى والنادي مجتمع القوم منه، ويقال : نادى مناداة ونِداء ونُداء، بكسر النون وضمها قيل : فبالكسر المصدر، وبالضم اسم، وأكثر ما جاءت الأصوات على الضم : كالدُعاء والُرغاء والصُراخ وقال يعقوب : يمد مع كسر النون، ويقصر مع ضمها. والندي : المطر، يقال منه ندى يندى ندى.
يحيي : اسم أعجمي امتنع الصرف للعجمة والعلمية، وقيل : هو عربي، وهو فعل مضارع من : حي، سمي به فامتنع الصرف للعلمية ووزن الفعل، وعلى القولين يجمع على : يحيون، بحذف الألف وفتح ما قبلها على مذهب الخليل، وسيبويه ونقل عن الكوفيين : إن كان عربياً فتحت الياء، وإن كان أعجمياً ضمت الياء.
سيد : فيعل من : ساد، أي : فاق في الشرف، وتقدم الكلام في نظير هذا، وجمعه على : فعلة، فقالوا : سادة، شاذ وقال الراغب : هو السايس بسواد الناس، أي : معظمهم، ولهذا يقال : سيد العبد، ولا يقال سيد الثوب. انتهى.
الحصور : فعول من الحصر، وهو للمبالغة من حاصر وقيل : فعول بمعنى مفعول، أي محصور، وهو في الآية بمعنى الذي لا يأتي النساء.
الغلام : الشاب من الناس، وهو الذي طرّ شاربه، ويطلق على الطفل على سبيل التفاؤل، وعلى الكهل ومنه قول ليلى الأخيلية : شفاها من الداء العضال الذي بها
غلام إذا هز القناة سقاها
تسمية بما كان عليه قبل الكهولة، وهو من الغلمة والاغتلام، وذلك شدة طلب النكاح. ويقال : اغتلم الفحل : هاج من شدة شهوة الضراب، واغتلم البحر : هاج وتلاطمت أمواجه، وجمعه على، غلمة، شاذ وقياسه في القلة : أغلمة، وجمع في الكثرة على : غلمان، وهو قياسه : الكبر، مصدر : كبر يكبر من السن قال : صغيرين نرعى البهم يا ليت إننا
إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهمُ


الصفحة التالية
Icon