" صفحة رقم ٤٧٧ "
ذلك، فيقول : إن لمريم لشأناً. والجمهور على أنه لم ينبأ امرأه، فالمعنى الذي اصطفيت لأجله مريم على نساء العالمين هو شيء يخصها، فهو اصطفاء خاص إذ سببه خاص وقيل : نساء العالمين، خاص بنساء عالم زمانها، فيكون الاصطفاء إذ ذاك عاماً، قاله ابن جريج.
وروي عن رسول الله ( ﷺ ) ) أنه قال :( خير نساء الجنة مريم بنت عمران ). وروي :( خير نسائها مريم بنت عمران ) وروي :( خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ) وروي :( فضلت خديجة على نساء أمّتي كما فضلت مريم على نساء العالمين ) وروي : أنها من الكاملات من النساء.
وقد روي في الأحاديث الصحاح تفضيل مريم على نساء العالمين، فذهب جماعة من المفسرين إلى ظاهر هذا التفضيل قال بعض شيوخنا : والذي رأيت ممن اجتمعت عليه من العلماء، أنهم ينقلون عن أشياخهم : أن فاطمة أفضل النساء المتقدمات والمتأخرات لأنها بضعة من رسول الله ( ﷺ ) ).
آل عمران :( ٤٣ ) يا مريم اقنتي.....
( يامَرْيَمُ اقْنُتِى لِرَبّكِ ( لا خلاف بين المفسرين أن المنادي لها بذلك الملائكة الذين تقدّم ذكرهم على الخلاف المذكور، والمراد بالقنوت هنا : العبادة، قاله الحسن، وقتادة. أو : طول القيام في الصلاة، قاله مجاهد، وابن جريج، والربيع، أو : الطاعة، أو : الإخلاص، قاله ابن جبير.
وفي قوله : لربك، إشارة إلى أن تفرّده بالعبادة وتخصصه بها، والجمهور على ما قاله مجاهد، وهو المناسب في المعنى لقوله :) وَاسْجُدِى وَارْكَعِى ( وروي مجاهد أنها : لما خوطبت بهذا قامت حتى ورمت قدماها. وقال الأوزاعي : قامت حتى سال الدم والقيح من قدميها. وروي : أن الطير كانت تنزل على رأسها تظنها جماداً لسكونها في طول قيامها.
( وَاسْجُدِى وَارْكَعِى مَعَ الركِعِينَ ( أمرتها الملائكة بفعل ثلاثة أشياء من هيئات الصلاة، فإن أريد ظاهر الهيئات فهي معطوفة بالواو، والواو لا ترتب، فلا يسأل لم قدم


الصفحة التالية
Icon