" صفحة رقم ٥٢٣ "
ومنه : الماء الدائم، كأنه يستدير حول مركزه.
لوى الحبل والتوى : فتله ثم استعمل في الإراغة في الحجج والخصومات، ومنه : ليان الغريم : وهو دفعه ومطله، ومنه : خصم ألوى : شديد الخصومة، شبهت المعاني بالأجرام.
اللسان : الجارحة المعروفة. قال أبو عمرو : اللسان يذكر ويؤنث، فمن ذكر جمعه ألسنة ومن أنث أجمعه ألسنا. وقال الفراء : اللسان بعينه لم نسمعه من العرب إلاَّ مذكراً. انتهى. ويعبر باللسان عن الكلام، وهو أيضاً يذكر ويؤنث إذا أريد به ذلك.
الرباني : منسوب إلى الرب، وزيدت الألف والنون مبالغة. كما قالوا : لحياني، وشعراني، ورقباني. فلا يفردون هذه الزيادة عن ياء النسبة. وقال قوم : هو منسوب إلى ربان، وهو معلم الناس وسائسهم، والألف والنون فيه كهي في : غضبان وعطشان، ثم نسب إليه فقالوا : رباني، فعلى هذا يكون من النسب في الوصف، كما قالوا : أحمري في أحمر، و : دواري في دّوار، وكلا القولين شاذ لا يقاس عليه.
درس الكتاب يدرسه : أدمن قراءته وتكريره، ودرس المنزل : عفا، وطلل دارس : عافٍ.
( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا ( الجمهور على أن أهل الكتاب هم اليهود والنصارى أخبر الله تعالى بذم الخونة منهم، فظاهره أن في اليهود والنصارى من يؤتمن فيفي ومن يؤتمن فيخون. وقيل : أهل الكتاب عنى به أهل القرآن، قاله ابن جريج. وهذا ضعيف حداً لما يأتي بعده من قولهم :) ذالِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِى الامّيِينَ سَبِيلٌ ( وقيل : المراد بأهل الكتاب : اليهود، لأن هذا القول ) لَيْسَ عَلَيْنَا فِى الامّيِينَ سَبِيلٌ ( لم يقله ولا يعتقده إلاَّ اليهود.
وقيل :) مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ ( هم النصارى لغلبة الأمانة عليهم. و :) مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ ( هم اليهدو لغلبة الخيانة عليهم. وعين منهم كعب بن الأشرف وأصحابه. وقيل :) مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ ( هم من أسلم من أهل الكتاب. و :) مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ ( من لم يسلم منهم.
وروي أنه بايع بعض العرب بعض اليهود وأودعوهم فخانوا من أسلم، وقالوا : قد خرجتم عن دينكم الذي عليه بايعناكم، وفي كتابنا : لا حرمة لأموالكم، فكذبهم الله تعالى. قيل : وهذا سبب نزول هذه الآية.
وعن ابن عباس :) مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدّهِ ( هو عبد الله بن سلام، استودعه رجل من قريش ألفاً ومائتي أوقية ذهباً، فأدّاه إليه. و :) مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ ( فنحاص بن عازوراء، استودعه رجل من قريش ديناراً فجحده وخانه. انتهى. ولا ينحصر الشرط في ذينك المعينين، بل كل منهما فرد ممن يندرج تحت : من. ألا ترى كيف جمع في قوله :) ذالِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا ( قالوا والمخاطب بقوله : تأمنه، هو النبي ( ﷺ ) ) بلا خلاف، ويحتمل أن يكون السامع من أهل الإسلام، وبيّنه قولهم :) لَيْسَ عَلَيْنَا فِى الامّيِينَ سَبِيلٌ ( فجمع الأمّيين وهم اتباع النبي الأمي.
وقرأ أبي بن كعب : تأمنه، في الحرفين، و : تئمنا، في يوسف. وقرأ ابن مسعود، والأشهب العقيلي، وابن وثاب : تيمنه، بتاء مكسورة وياء ساكنة بعدها، قال الداني : وهي لغة تميم. وأما إبدال الهمزة ياء في : تئمنه، فلكسرة ما قبلها كما أبدلوا في بئر.
وقد ذكرنا الكلام على حروف المضارعة من : ي فعل، ومن : ما أوله همزة وصل عند الكلام على قوله ) نَسْتَعِينُ ( فأغنى عن إعادته.
وقال : ابن عطية، حين ذكر قراءة أبي : وما أراها إلاَّ لغة : قرشية، وهي كسر نون الجماعة : كنستعين، وألف المتكلم، كقول ابن عمر : لا إخاله، وتاء الخاطب كهذه الآية، ولا يكسرون الياء في الغائب، وبها قرأ أبي في : تئمنه. انتهى. ولم يبين ما يكسر فيه حروف