" صفحة رقم ٢٥١ "
ولا تدفنني بالفلاة فإنني
أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها
وقيل الخوف علي بابه من بعض الظن. قال : أتاني كلام من نصيب بقوله
وما خفت ياسلام أنك عاتبي
أي : وما ظننت. وفي الحديث :( أمرت بالسواك حتى خفت لأدردن ) وقيل : الخوف على بابه من ضد الأمن، فالمعنى : يحذرون ويتوقعون، لأن الوعظ وما بعده إنما هو في دوام ما ظهر من مبادىء ما يتخوف. والنشوز : أن تتعوج المرأة ويرتفع خلقها وتستعلي على زوجها، ويقال : نسور بالسين والراء المهملتين، ويقال : نصور، ويقال : نشوص. وامرأة ناشر وناشص. قال الأعشي : تجللها شيخ عشاء فأصبحت
مضاعية تأتي الكواهن ناشصا
قال ابن عباس : نشوزهنّ عصيانهنّ. وقال عطاء : نشوزها أن لا تتعطر، وتمنعه من نفسه، وتتغير عن أشياء كانت تتصنع للزوج بها. وقال أبو منصور : نشوزها كراهيتها للزوج. وقيل : امتناعها من المقام معه في بيته، وإقامتها في مكان لا يريد الإقامة فيه. وقيل : منعها نفسها من الاستمتاع بها إذا طلبها لذلك. وهذه الأقوال كلها متقاربة.
ووعظهن : تذكيرهن أمر الله بطاعة الزوج، وتعريفهن أنّ الله أباح ضربهن عند عصيانهن، وعقاب الله لهن على العصيان قاله : ابن عباس. وقال مجاهد : يقول لها : اتقي الله، وارجعي إلى فراشك. وقيل : يقول لها أن النبي ( ﷺ ) ) قال :( لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) وقال :( لا تمنعه نفسها ولو كانت على قتب ). وقال :( أيما امرأة باتت هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح ) وزاد آخرون أن النبي ( ﷺ ) ) قال :( ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق وامرأة بات عليها زوجها ساخطاً وإمام قوم هم له كارهون ).
وهجرهن في المضاجع : تركهن لكراهة في المراقد. والمضجع المكان الذي يضطجع فيه على جنب. وأصل الاضطجاع الاستلقاء، يقال : ضجيع ضجوعاً واضطجع استلقى للنوم، وأضجعته أملته إلى الأرض، وكل شيء أملته من إناء وغيره فقد أضجعته. قال ابن عباس وابن جبير : معناه لا تجامعوهن. وقال الضحاك والسدي : اتركوا كلامهن، وولوهن ظهوركم في الفراش. وقال مجاهد : فارقوهن في الفرش، أي ناموا ناحية في فرش غير فرشهن. وقال عكرمة