" صفحة رقم ٤٤٣ "
بذلك لأنها تجرح ما تصيد غالباً، أو لأنها تكتسب، يقال امرأة : لا جارح لها، أي لا كاسب. ومنه :) وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ( أي ما كسبتم. ويقال : جرح واجترح بمعنى اكتسب.
المكلب بالتشديد : معلم الكلاب ومضرّيها على الصيد، وبالتخفيف صاحب كلاب. وقال الزجاج : رجل مكلب ومكلب وكلاب صاحب كلاب.
الغسل في اللغة : إيصال الماء إلى المغسول مع إمرار شيء عليه كاليد ونحوها قاله بعضهم، وقال آخرون : هو إمرار الماء على الموضع، ومن ذلك قول بعض العرب :
فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها
المرفق : المفصل بين المعصم والعضد، وفتح الميم وكسر الراء أشهر. الرجل : معروفة، وجمعت على أفعل في القلة والكثرة. والكعب : هو العظم الناتىء في وجه القدم حيث يجتمع شراك النعل. الحرج : الضيق، والحرج الناقة الضامر، والحرج النعش.
( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ( سبب نزولها فيما قال : عكرمة ومحمد بن كعب، سؤال عاصم بن عدي وسعيد بن خيثمة وعويمر بن ساعدة. ماذا يحل لنا من هذه الكلاب ؟ وكان إذ ذاك أمر الرسول بقتلها فقتلت حتى بلغت العواصم لقول جبريل عليه السلام :( إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ) وفي صحيح أبي عبد الله الحاكم بسنده إلى أبي رافع.
قال :( أمرني رسول الله ( ﷺ ) ) بقتل الكلاب )، فقال الناس : يا رسول الله ما أحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها ؟ فأنزل الله تعالى يسألونك ماذا أحل لهم الآيات. وقال ابن جبير : نزلت في عدي بن حاتم وزيد الخيل قالا : يا رسول الله، إنا نصيد بالكلاب والبزاة، وإن كلاب آل درع وآل أبي حورية لتأخذ البقر والحمر والظباء والضب، فمنه ما ندرك ذكاته، ومنه ما يقتل فلا ندرك ذكاته، وقد حرم الله الميتة، فماذا يحل لنا منها ؟ فنزلت. وعلى اعتبار السبب يكون الجواب أكثر مما وقع السؤال عنه، لأنهم سألوا عن شيء خاص من المطعم، فأجيبوا بما سألوا عنه، وبشيء عام في المطعم.
ويحتمل أن يكون ماذا كلها استفهاماً، والجملة خبر. ويحتمل أن يكون ما استفهاماً، وذا خبراً. أي : ما الذي أحل لهم ؟ والجملة إذ ذاك صلة. والظاهر أنّ المعنى : ماذا أحل لهم من المطاعم، لأنه لما ذكر ما حرم من الميتة وما عطف عليه من الخبائث، سألوا عما يحل لهم ؟ ولما كان يسألونك الفاعل فيه ضمير غائب قال لهم بضمير الغائب. ويجوز في الكلام ماذا أحل لنا، كما تقول : أقسم زيد ليضربن ولأضربن، وضمير التكلم يقتضي حكاية ما قالوا كما لأضربن يقتضي حكاية الجملة المقسم