" صفحة رقم ٤٧٥ "
البحث في الأرض : نبش التراب وإثارته، ومنه سميت براءة بحوث، وفي المثل : لا تكن كالباحث عن الشفرة، السوءة : العورة، العجز عدم الإطاقة، وماضيه على فعل بفتح العين، وهي اللغة الفاشية وحكى الكسائي فيه : فعل بكسر العين، الندم : التحسر، يقال منه : ندم يندم، الصلب : معروف وهو إصابة صلبه بجذع أو حائط، كما تقول : عانه أي : أصاب عينه، وكبده : أصاب كبده، الخلاف : المخالفة ويقال : فرس به شكال من خلاف إذا كان في يده، نفاه : طرده فانتفى، وقد لا يتعدى نفي قال القطامي : فأصبح جاراكم قتيلاً ونافياً
أي : منفياً، الوسيلة : الواسلة ما يتقرب منه، يقال : وسله وتوسل إليه، واستعيرت الوسيلة لما يتقرب به إلى الله تعالى من فعل الطاعات، وقال لبيد : أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم
ألا كل ذي لب إلى الله واسل
وأنشد الطبري : إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا
وعاد التصابي بيننا والوسائل
السارق : اسم فاعل من سرق يسرق سرقاً، والسرق والسرقة الاسم، كذا قال بعضهم، وربما قالوا سرقة مالاً، قال ابن عرفة : السارق عند العرب : من جاء مستتراً إلى حرز، فأخذ منه ما ليس له، ( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ( مناسبة هذه الآية لما قبلها : هو أنه تعالى لما ذكرنا تمرد بني إسرائيل وعصاينهم أمر الله تعالى فيالنهوض لقتال الجبارين، ذكر قصة ابني آدم وعصيان قابيل أمر الله، وأنهم اقتفوا في العصيان أول عاص لله تعالى، وأنهم انتهوا في خور الطبيعة وهلع النفوس والجبن والفزع إلى غاية، بحيث قالوا لنبيهم الذي ظهرت على يديه خوارق عظيمة، وقد أخبرهم أن الله كتب لهم الأرض المقدسة ) اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ( انتهى قابيل إلى طرف نقيض منهم من الجسارة والعتو وقوة النفس وعدم المبالاة، بأن أقدم على أعظم الأمور وأكبر المعاصي بعد الشرك، وهو قتل النفس التي حرم الله قتلها، بحيث كان أول من سن القتل، وكان عليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة، فاشتبهت القصتان من حيث الجبن عن القتل والإقدام عليه من حيث المعصية بهما، وأيضاً فتقدم قوله أوائل الآيات ) إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم ( [ المائدة : ١١ ] وبعده ) قد جاءكم رسولنا بين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ( [ المائدة : ١٥ ] وقوله ) نحن أبناء الله وأحباؤه ( [ المائدة : ١٨ ] ثم قصة محاربة الجبارين، وتبين أن عدم اتباع بني إسرائيل محمداً - ( ﷺ ) - إنما سببه الحسد، هذا مع علمهم بصدقة، وقصة ابني آدم انطوت على مجموع هذه الآيات من بسط اليد ومن الإخبار بالمغيب، ومن عدم الانتفاع بالقرب ودعواهمع المعصية، ومن القتل ومن الحسد ومعنى ) واتل عليهم ( أي : اقرأ واسرد، والضمير في ) عليهم ( ظاهره أنه يعود على بني إسرائيل، إذ هم المحدث عنهم أولاً والمقام عليهم الحجج بسبب همهم ببسط أيديهم إلى الرسول والمؤمنين، فأعلموا بما هو في غامض كتبهم الأول التي لا تعلق للرسول بها إلا من جهة الوحي لتقوم الحجة بذلك عليهم، إذ ذلك من دلائل النبوة، والنبأ : هو الخبر، وابنا آدم في قول الجمهور عمر وابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهما : هما قابيل وهابيل، وهما ابناه لصلبه، وقال الحسن : لم يكونا ولديه لصلبه، وإنما هما أخوان من بني إسرائيل، قال : لأن القربان إنما كان مشروعاً في بني إسرائيل، ولم يكن قبل ووهم الحسن في ذلك، وقيل : عليه كيف يجهل الدفن في بني إسرائيل حتى يقتدي فيه بالغراب، وأيضاً فقد