" صفحة رقم ٤٥٠ "
فلاناً يعمر ربه أي يعبده، فعلى هذا لعمرك لعبادتك. وقال الزجاج : ألزموا الفتح القسم لأنه أخف عليهم، وهم يكثرون القسم بالعمرى ولعمرك فلزموا الأخف، وارتفاعه بالابتداء، والخبر محذوف أي : ما أقسم به. وقال بعض أصحاب المعاني : لا يجوز أن يضاف إلى الله، لأنه لا يقال لله تعالى عمر، وإنما يقال : هو أزلي، وكأنه يوهم أنّ العمر لايقال إلا فيما له انقطاع، وليس كذلك العمر، والعمر البقاء. قال الشاعر : إذا رضيت عليّ بنو قشير
لعمر الله أعجبني رضاها
وقال الأعشى : ولعمر من جعل الشهور علامة
فبين منها نقصها وكمالها
وكره النخعي أن يقال : لعمري، لأنه حلف بحياة المقسم. وقال النابغة :
لعمري وما عمري عليّ بهين
والضمير في سكرتهم عائد على قوم لوط، وقال الطبري : لقريش، وهذا مروي عن ابن عباس. قال : ما خلق الله نفساً أكرم على الله من محمد قال له : وحياتك إنهم أي قومك من قريش لفي سكرتهم أي ضلالهم، وجهلهم يعمهون يتردّدن. قال ابن عطية : وهذا بعيد لانقطاعه مما قبله وما بعده. وقرأ الأشهب : سكرتهم بضم السين، وابن أبي عبلة : سكراتهم بالجمع، والأعمش : سكرهم بغير تاء، وأبو عمرو في رواية الجهضمي : أنهم بفتح همزة أنهم. والصبحة : صبحة الهلاك. وقيل : صوت جبريل عليه السلام. وقال ابن عطية : هي صيحة الوحشة، وليست كصيحة ثمود مشرقين : داخلين في الشروق، وهو بزوغ الشمس. وقيل : أول العذاب كان عند الصبح، وامتد إلى شروق الشمس، فكأنه تمام الهلاك عند ذلك. والضمير في عاليها سافلها عائد على المدينة المتقدّمة الذكر. وقال الزمخشري : لقرى قوم لوط، ولم يتقدم لفظ القرى. وقال مقاتل وابن زيد : للمتوسمين، للمتفكرين. وقال الضحاك : للناظرين. قال الشاعر : أو كلما وردت عكاظ قبيلة
بعثوا إلى عريفهم يتوسم
وقال أبو عبيدة : للمتبصرين. وقال قتادة : للمعتبرين. وروي نهشل عن ابن عباس للمتوسمين قال : لأهل الصلاح والخير، والضمير في وأنها عائد على المدينة المهلكة أي : أنها لبطريق ظاهر بين للمعتبر قاله : مجاهد، وقتادة، وابن زيد. قيل : ويحتمل أن يعود على الآيات، ويحتمل أن يعود على الحجارة. وقوله : لبسبيل أي ممر ثابت، وهي بحيث يراها الناس ويعتبرون بها لم تندرس. وهو تنبيه لقريش، وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل. وقيل : عائد على الصيحة أي : وإنّ الصيحة لبمرصد لمن يعمل عملهم لقوله : وما هي من الظالمين ببعيد. وقيل : مقيم معلوم. وقيل : معتد دائم. وقال ابن عباس : هلاك دائم السلوك إنّ في ذلك أي : في صنعنا بقوم لوط لعلامة ودليلاً لمن آمن بالله.
( وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الاْيْكَةِ لَظَالِمِينَ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ ( : هم قوم شعيب، والأيكة التي أضيفوا إليها كانت شجر الدوم. وقيل : المقل. وقيل : السدر. وقيل :


الصفحة التالية
Icon