" صفحة رقم ١٥٨ "
تؤول به إلى الكفر والأخسر من أتعب نفسه فأدى تعبه به إلى النار. وانتصب ) أَعْمَالاً ( على التمييز وجمع لأن أعمالهم في الضلال مختلفة وليسوا مشتركين في عمل واحد و
الكهف :( ١٠٤ ) الذين ضل سعيهم.....
( الَّذِينَ ( يصح رفعه على أنه خبر مبتدإِ محذوف، أي هم ) الَّذِينَ ( وكأنه جواب عن سؤال، ويجوز نصبه على الذمّ وخبره على الوصف أو البدل ) ضَلَّ سَعْيُهُمْ ( أي هلك وبطل وذهب و ) يَحْسَبُونَ ( و ) يُحْسِنُونَ ( من تجنيس التصحيف وهو أن يكون النقط فرقاً بين الكلمتين. ومنه قول أبي عبادة البحتري : ولم يكن المغتر بالله إذ سرى
ليعجز والمعتز بالله طالبه
ومن غريب هذا النوع من التجنيس. قال الشاعر : سقينني ربي وغنينني
بحت بحبي حين بنّ الخرد
صحف بقوله سقيتني ربي وغنيتني بحب يحيى بن الجرد.
الكهف :( ١٠٥ ) أولئك الذين كفروا.....
وقرأ ابن عباس وأبو السمال ) فَحَبِطَتْ ( بفتح الباء والجمهور بكسرها. وقرأ الجمهور ) فَلاَ نُقِيمُ ( بالنون ) وَزْناً ( بالنصب ومجاهد وعبيد بن عمير فلا يقيم بالياء لتقدم قوله ) بآيَاتِ رَبّهِمْ ( وعن عبيد أيضاً يقوم بفتح الياء كأنه جعل قام متعدياً. وعن مجاهد وابن محيصن ويعقوب بخلاف عنهم : فلا يقوم مضارع قام وزن مرفوع به. واحتمل قوله ) فَلاَ نُقِيمُ ( إلاّ به أنهم لا حسنة لهم توزن في موازين القيامة، ومن لا حسنة له فهو في النار. واحتمل أن يريد المجاز كأنه قال : فلا قدر لهم عندنا يومئذ.
وفي الحديث :( يؤتي بالأكول الشروب الطويل فلا يزن جناح بعوضة ) ثم قرأ ) فَلاَ نُقِيمُ ( الآية. وفي الحديث أيضاً :( يأتي ناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم في العظم كجبال تهامة فإذا وزنوها لم تزن شيئاً ).
الكهف :( ١٠٦ ) ذلك جزاؤهم جهنم.....
( ذَلِكَ جَزَاؤُهُم ( مبتدأ وخبر و ) جَهَنَّمَ ( بدل و ) ذالِكَ ( إشارة إلى ترك إقامة الوزن، ويجوز أن يشار بذلك وإن كان مفرداً إلى الجمع فيكون بمعنى أولئك ويكون ) جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ ( مبتدأ وخبراً. وقال أبو البقاء :) ذالِكَ ( أي الأمر ذلك وما بعده مبتدأ وخبر، ويجوز أن يكون ) ذالِكَ ( مبتدأ و ) جَزَآؤُهُمْ ( مبتدأ ثان و ) جَهَنَّمَ ( خبره. والجملة خبر الأول والعائد محذوف أي جزاؤه انتهى. ويحتاج هذا التوجيه إلى نظر قال : ويجوز أن يكون ) ذالِكَ ( مبتدأ و ) جَزَآؤُهُمْ ( بدل أو عطف بيان و ) جَهَنَّمَ ( الخبر. ويجوز أن يكون ) جَهَنَّمَ ( بدلاً من جزاء أو خبر لابتداء محذوف، أي هو جهنم و ) بِمَا كَفَرُواْ ( خبر ذلك، ولا يجوز أن تتعلق الباء بجزاؤهم للفصل بينهما و ) اتَّخَذُواْ ( يجوز أن يكون معطوفاً على ) كَفَرُواْ ( وأن يكون مستأنفاً انتهى. والآيات هي المعجزات الظاهرة على أيدي الأنبياء والصحف الإلهية المنزلة عليهم.
( إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لّكَلِمَاتِ رَبّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبّى وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ).
الكهف :( ١٠٧ ) إن الذين آمنوا.....
لما ذكر تعالى ما أعد للكافرين ذكر ما أعد للمؤمنين وفي الصحيح ) جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ ( أربع ثنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وثنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما. وفي حديث عبادة ) الْفِرْدَوْسِ ( أعلاها يعني أعلا الجنة. قال قتادة وربوتها ومنها تفجر أنهار الجنة. وقال أبو هريرة جبل تتفجر منه أنهار الجنة. وفي حديث أبي أمامة ) الْفِرْدَوْسِ ( سرة الجنة. وقال مجاهد ) الْفِرْدَوْسِ ( البستان بالرومية. وقال كعب والضحاك ) جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ ( الأعناب. وقال


الصفحة التالية
Icon