" صفحة رقم ١٦٧ "
بكسر ياء المتكلم وكسرها شبيه بقراءة حمزة ) وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ ( بكسر الياء. وقرأ الجمهور ) وَقَدْ خَلَقْتُكَ ( بتاء المتكلم. وقرأ الأعمش وطلحة وابن وثاب وحمزة والكسائي خلقناك بنون العظمة ) وَلَمْ تَكُ شَيْئاً ( أي شيئاً موجوداً. وقال الزمخشري :) شَيْئاً ( لأن المعدوم ليس بشيء أو شيئاً يعتد به كقولهم : عجبت من لا شيء إذا رأى غير شيء ظنه رجلاً.
مريم :( ١٠ ) قال رب اجعل.....
( قَالَ ( أي زكريا ) رَبّ اجْعَل لِّىءايَةً ( أي علامة أعلم بها وقوع ما بشرت به وطلب ذلك ليزداد يقيناً كما قال إبراهيم عليه السلام ) وَلَاكِن لّيَطْمَئِنَّ قَبْلِى ( لا لتوقف منه على صدق ما وعد به، ولا لتوهم أنه ذلك من عند غير الله لعصمة الأنبياء عن مثل ذلك. وقال الزجاج : وقعت البشارة مطلقة فلم يعرف الوقت فطلب الآية ليعرف وقت الوقوع. ) قَالَ رَبّ ( روي عن ابن زيد أنه لما حملت زوجته بيحيى أصبح لا يستطيع أن يكلم أحداً وهو مع ذلك يقرأ التوراة ويذكر الله، فإذا أراد مناداة أحد لم يطقه. و ) سَوِيّاً ( حال من ضمير أي لا تكلم في حال صحتك ليس تك خرس ولا علة قاله الجمهور وغن ابن عباس عائد على الليالي أي كاملات مستويات فتكون صفة لثلاث، ودل ذكر الليالي هنا والأيام في آل عمران على أن المنع من الكلام استمر له ثلاثة أيام بلياليهن.
وقرأ ابن أبي عبلة وزيد بن علي ) أَن لا تُكَلّمَ ( برفع الميم جعلها أن المخففة من الثقيلة التقدير أنه لا يكلم. وقرأ الجمهور بنصبها جعلوا أن الناصبة للمضارع
مريم :( ١١ ) فخرج على قومه.....
( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ ( أي وهو بتلك الصفة من كونه لا يستطيع أن يكلم الناس، ومحرابه موضع مصلاة، والمحراب تقدم الكلام عليه في آل عمران ) فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ ( أي أشار. قال قتادة وابن منبه والكلبي والقرطبي أوحي إليهم أشار، وذكره الزمخشري عن مجاهد قال : ويشهد له إلاّ رمزاً. وعن ابن عباس كتب لهم على الأرض. وقال ابن عطية : وقال مجاهد : بل كتب لهم في التراب وكلا الوجهين وحي انتهى. وقال عكرمة : كتب في ورقة والوحي في كلام العرب الكتابة. ومنه قول ذي الرمة : سوى الأربع الدهم اللواتي كأنها
بقية وحي في بطون الصحائف
وقال عنترة كوحي صحائف من عهد كسرى
فأهداها لأعجم طمطمي
وقال جرير كأن أخا اليهود يخط وحيا
بكاف في منازلها ولام
والجمهور على أن المعنى ) أَن سَبّحُواْ ( صلوا. وقيل أمرهم بذكر الله والتسبيح. قال المفسرون كان يخرج على قومه بكرة وعشياً فيأمرهم بالصلاة إشارة. قال صاحب التحرير والتحبير وعندي في هذا معنى لطيف وهو أنه إنما خص بالتسبيح بالذكر لأن العادة جارية أن كل من رأى أمراً عجب منه أو رأى فيه بديع صنعة أو غريب حكمة يقول : سبحان الله سبحان الخالق، فلما رأى حصول الولد من شيخ وعاقر عجب من ذلك فسبح وأمر بالتسبيح انتهى. وقال الزمخشري وابن عطية و ) ءانٍ ( مفسرة. وقال الحوفي ) أَن سَبّحُواْ ( ) ءانٍ ( نصب بأوحى. وقال أبو البقاء : يجوز أن تكون مصدرية، وأن تكون بمعنى أي انتهى. وقرأ طلحة أن سبحوه بهاء الضمير عائدة على الله تعالى. وروي ابن عزوان عن