" صفحة رقم ٤٢٦ "
) صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ( عائد على ) كُلٌّ ( وقاله الحسن قال : فهو مثابر عليهما يؤديهما. وقال الزجاج : الضمير في ) عِلْمٍ ( وفي ) صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ( لكل. وقيل : الضمير في ) عِلْمٍ ( لكل وفي ) صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ( لله أي صلاة الله وتسبيحه اللذين أمر بهما وهدى إليهما، فهذه إضافة خلق إلى خالق. وقال مجاهد : الصلاة للبشر والتسبيح لما عداهم.
وقرأ الحسن وعيسى وسلام وهارون عن أبي عمر وتفعلون بتاء الخطاب، وفيه وعيد وتخويف.
النور :( ٤٢ ) ولله ملك السماوات.....
و ) وَللَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ ( إخبار بأن جميع المخلوقات تحت ملكه يتصرف فيهم بما يشاء تصرف القاهر الغالب. وإليه ) الْمَصِيرُ ( أي إلى جزائه من ثواب وعقاب. وفي ذلك تذكير وتخويف.
النور :( ٤٣ - ٤٤ ) ألم تر أن.....
ولما ذكر انقياد من في السموات والأرض والطير إليه تعالى وذكر ملكه لهذا العالم وصيرورتهم إليه أكد ذلك بشيء عجيب من أفعاله مشعر بانتقال من حال إلى حال. وكان عقب قوله وإليه المصير فاعلم بانتقال إلى المعاد فعطف عليه ما يدل على تصرفه في نقل الأشياء من حال إلى حال ومعنى ) يُزْجِى ( يسوق قليلاً قليلاً ويستعمل في سوق الثقيل برفق كالسحاب والإبل، والسحاب اسم جنس واحده سحابة، والمعنى يسوق سحابة إلى سحابة. ) ثُمَّ يُؤَلّفُ بَيْنَهُ ( أي بين أجزائه لأنه سحابة تتصل بسحابة فجعل ذلك ملتئماً بتأليف بعض إلى بعض. وقرأ ورش يولف بالواو، وباقي السبعة بالهمز وهو الأصل. فيجعله ) رُكَاماً ( أي متكاثفاً يجعل بعضه إلى بعض، وانعصاره بذلك ) مِنْ خِلاَلِهِ ( أي فتوقه ومخارجه التي حدثت بالتراكم والانعصار. والخلال : قيل مفرد. وقيل : جمع خلل كجبال وجبل. وقرأ ابن مسعود وابن عباس والضحاك ومعاذ العنبري عن أبي عمرو والزعفراني من خلله بالإفراد، والظاهر أن في السماء جبالاً من برد قاله مجاهد والكلبي وأكثر المفسرين : خلقها الله كما خلق في الأرض جبالاً من حجر. وقيل : جبال مجاز عن الكثرة لا أن في السماء جبالاً كما تقول : فلان يملك جبالاً من ذهب، وعنده جبال من العلم يريد الكثرة. قيل : أو هو على حذف حرف التشبيه.
و ) السَّمَاء ( السحاب أي ) مّنَ السَّمَاء ( التي هي جبال أي كجبال كقوله ) حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً ( أي كنار قاله الزجاج، فجعل السماء هو السحاب المرتفع سمي بذلك لسموه وارتفاعه. وعلى القول الأول المراد بالسماء الجسم الأزرق المخصوص وهو المتبادر للذهن، ومن استعماله الجبال في الكثرة مجازاً قول ابن مقبل : إذا مت عن ذكر القوافي فلن
ترى لها شاعراً مني أطلب وأشعرا
وأكثر بيتاً شاعراً ضربت له
بطون جبال الشعر حتى تيسرا
واتفقوا على أن