" صفحة رقم ١٢٢ "
مكة، ويكون الرسول : محمداً ( ﷺ ) )، خاتم الأنبياء، وظلم أهلها : هو بالكفر والمعاصي. ) وَمَا أُوتِيتُم مّن شَىْء ( : أي حسن يسركم وتفخرون به، ( فَمَتَاعُ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ( : تمتعون أياماً قلائل، ( وَمَا عِندَ اللَّهِ ( : من النعيم الدائم الباقي المعد للمؤمنين، ( خَيْرٌ ). من متاعكم، ( أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ( : توبيخ لهم. وقرأ أبو عمرو : يعقلون، بالياء، إعراض عن خطابهم وخطاب لغيرهم، كأنه قال : انظروا إلى هؤلاء وسخافة عقولهم. وقرأ الجمهور : بالتاء من فوق، على خطابهم وتوبيخهم، في كونهم أهملوا العقل في العاقبة. ونسب هذه القراءة أبو علي في الحجة إلى أبي عمرو وحده، وفي التحرير والتحبير بين الياء والتاء، عن أبي عمرو. وقرىء : متاعاً الحياة الدنيا، أي يمتعون متاعاً في الحياة الدنيا، فانتصب الحياة الدنيا على الظرف.
( أَفَمَن وَعَدْنَاهُ ( : يذكر تفاوت ما بين الرجلين من وعد، ( وَعْداً حَسَناً (، وهو الثواب، فلاقاه، ومن متع في الحياة الدنيا، ثم أحضر إلى النار. وظاهر الآية العموم في المؤمن والكافر. قيل : ونزلت في الرسول ( ﷺ ) )، وأبي جهل. وقيل : في حمزة وأبي جهل. وقيل : في عليّ وأبي جهل. وقيل : في عمار والوليد بن المغيرة. وقيل : نزلت في المؤمن والكافر، وغلب لفظ المحضر في المحضر إلى النار كقوله :) لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (، ( فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ). والفاء في :) أَفَمَنِ (، للعطف، لما ذكر تفاوت ما بين ما أوتوا من المتاع والزينة، وما عند الله من الثواب، قال : أفبعد هذا التفاوت الظاهر يسوى بين أبناء الآخرة وأبناء الدنيا ؟ والفاء في :) فَهُوَ لاَقِيهِ (، للتسبيب، لأن لقاء الموعود مسبب عن الوعد الذي هو الضمان في الخبر، وثم للتراخي حال الإحضار عن حال التمتع بتراخي وقته عن وقته. وقرأ طلحة : أمن وعدناه، بغير فاء.
( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِىَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُواْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ وَقِيلَ ).


الصفحة التالية
Icon