" صفحة رقم ١٢٢ "
لغة لبني العنبر، يبدلون من السين صاداً إذا وليتها، أو فصل بحرف أو حرفين، خاء أو عين أو قاف أو طاء. ) لَّهَا طَلْعٌ ( : تقدم شرحه عند ) مِن طَلْعِهَا قِنْوانٌ دَانِيَةٌ ).
) نَّضِيدٌ ( : أي منضود بعضه فوق بعض، بريد كثرة الطلع وتراكمه، أي كثرة ما فيه من الثمر. وأول ظهور الثمر في الكفرى هو أبيض ينضد كحب الرمان، فما دام ملتصقاً بعضه ببعض فهو نضيد، فإذا خرج من الكفرى تفرق فليس بنضيد.
ق :( ١١ ) رزقا للعباد وأحيينا.....
و ) رِزْقاً ( نصب على المصدر، لأن معنى : وأنبتنا رزقنا، أو على أنه مفعول له. وقرأ الجمهور :) مَيْتًا ( بالتخفيف ؛ وأبو جعفر، وخالد : بالتثقيل، والإشارة في ذلك إلى الإحياء، أي الخروج من الأرض أحياء بعد موتكم، مثل ذلك الحياة للبلدة الميت، وهذه كلها أمثلة وأدلة على البعث.
وذكر تعالى في السماء ثلاثة : البناء والتزين ونفي الفروج، وفي الأرض ثلاثة : المد وإلقاء الرواسي والإنبات. قابل المد بالبناء، لأن المد وضع والبناء رفع. وإلقاء الرواسي بالتزيين بالكواكب، لارتكاز كل واحد منهما. والإنبات المترتب على الشق بانتفاء الفروج، فلا شق فيها. ونبه فيما تعلق به الإنبات على ما يقطف كل سنة ويبقي أصله، وما يزرع كل سنة أو سنتين ويقطف كل سنة، وعلى ما اختلط من جنسين، فبعض الثمار فاكهة لا قوت، وأكثر الزرع قوت والثمر فاكهة وقوت.
ق :( ١٢ - ١٤ ) كذبت قبلهم قوم.....
ولما ذكر تعالى قوله :) بَلْ كَذَّبُواْ بِالْحَقّ لَمَّا جَاءهُمْ (، ذكر من كذب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، تسلية لرسوله ( ﷺ ) )، وتقدم الكلام على مفردات هذه الآية هذه الآية وقصص من ذكر فيها. وقرأ أبو جعفر، وشيبة، وطلحة، ونافع : الأيكة بلام التعريف ؛ والجمهور : ليكة. ) كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ ( : أي كلهم، أي جميعهم كذب ؛ وحمل على لفظ كل، فأفرد الضمير في كذب. وقال الزمخشري : يجوز أن يراد به كل واحد منهم. انتهى. والتنوين في كل تنوين عوض من المضاف إليه المحذوف. وأجاز محمد بن الوليد، وهو من قدماء نحاة مصر، أن يحذف التنوين من كل جعله غاية، ويبنى على الضم، كما يبنى قبل وبعد، فأجاز كل منطلق بضم اللام دون تنوين، ورد ذلك عليه الأخفش الصغير، وهو علي بن سليمان. ) فَحَقَّ وَعِيدِ ( : أي وجب تعذيب الأمم المكذبة وإهلاكهم، وفي ذلك تسلية للرسول ( ﷺ ) )، وتهديد لقريش ومن كذب الرسول.
قوله عز وجل :) أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الاْوَّلِ بَلْ هُمْ فِى لَبْسٍ مّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشّمَالِ قَعِيدٌ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِى الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمَ الْوَعِيدِ وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ).
ق :( ١٥ ) أفعيينا بالخلق الأول.....
( أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الاْوَّلِ ( : وهو إنشاء الإنسان من نطفة على التدريج، وتقدم تفسير عيي في قوله تعالى :) وَلَمْ يَعْىَ بِخَلْقِهِنَّ ). وقرأ الجمهور : أفعيينا، بياء مكسورة بعدها ياء ساكنة، ماضي عيي، كرضي. وقرأ ابن أبي عبلة، والوليد بن مسلم، والقورصبي عن أبي جعفر، والسمسار عن شيبة، وأبو بحر عن نافع : بتشديد الياء من غير إشباع في الثانية، هكذا قال أبو القاسم الهذلي في كتاب الكامل. وقال ابن خالويه في كتاب شواذ القراآت له : أفعينا بتشديد الياء. ابن أبي عبلة، وفكرت في توجيه هذه القراءة، إذ لم يذكر أحد توجيهها، فخرجتها على لغة من أدغم الياء في الياء في الماضي، فقال : عي في عيي، وحي في حيي. فلما أدغم، ألحقه ضمير المتكلم المعظم نفسه، ولم يفك الإدغام فقال : عيناً، وهي لغة لبعض بكر بن وائل، يقولون في رددت ورددنا : ردت وردنا، فلا يفكون، وعلى هذه اللغة تكون الياء المشدّدة مفتوحة. فلو كان نا ضمير نصب، لاجتمعت العرب على الإدغام، نحو : ردّنا زيد. وقال الحسن : الخلق الأول آدم عليه السلام، والمعنى : أعجزنا عن الخلق الأول، فنعجز عن الخلق الثاني، وهذا توقيف للكفار، وتوبيخ وإقامة الحجة الواضحة عليهم. ) بَلْ هُمْ فِى لَبْسٍ ( : أي خلط وشبهة وحيرة، ومنه قول علي : يا جار إنه لملبوس عليك،