" صفحة رقم ١٨٠ "
وصاروا ) كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ( وهو ما تفتت وتهضم من الشجر. والمحتظر : الذي يعمل الحظيرة، فإنه تتفتت منه حالة العمل وتتساقط أجزاء مما يعمل به، أو يكون الهشيم ما يبس من الحظيرة بطول الزمان، تطأه البهائم فيتهشم. وقرأ الجمهور : بكسر الظاء ؛ وأبو حيوة وأبو السمال وأبو رجاء وأبو عمرو بن عبيد : بفتحها، وهو موضع الاحتظار. وقيل : هو مصدر، أي كهشيم الاحتظار، وهو ما تفتت حالة الاحتظار. والحظيرة تصنعها العرب وأهل البوادي للمواشي والسكنى من الأغصان والشجر المورق والقصب. والخظر : المنع ؛ وعن ابن عباس وقتادة، أن المحتظر هو المحترق. قال قتادة : كهشيم محترق ؛ وعن ابن جبير : هو التراب الذي يسقط من الحائط البالي. وقيل : المحتظر بفتح الظاء هو الهشيم نفسه، فيكون من إضافة الموصوف إلى صفته، كمسجد الجامع على من تأوله كذلك، وكان هنا قيل : بمعنى صار.
قوله عز وجل :) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ الَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ نّعْمَةً مّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِى مَن شَكَرَ وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْاْ بِالنُّذُرِ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِى وَنُذُرِ وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ فَذُوقُواْ عَذَابِى وَنُذُرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ وَلَقَدْ جَاء ءالَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِى الزُّبُرِ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِى ضَلَالٍ وَسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَىْء خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ وَكُلُّ شَىْء فَعَلُوهُ فِى الزُّبُرِ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ ).
القمر :( ٣٣ - ٣٤ ) كذبت قوم لوط.....
تقدمت قصة لوط عليه السلام وقومه. والحاصب من الحصباء، وهو المعنيّ بقوله تعالى :) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مّن سِجّيلٍ ). ) إِلا ءالَ لُوطٍ (، قيل : إلا ابنتاه، و ) بِسَحَرٍ ( : هو بكرة، فلذلك صرف،
القمر :( ٣٥ ) نعمة من عندنا.....
وانتصب ) نِعْمَتَ ( على أنه مفعول من أجله، أي نجيناهم لإنعامنا عليهم أو على المصدر، لأن المعنى : أنعمنا بالتنجية إنعاماً. ) كَذالِكَ نَجْزِى ( : أي مثل ذلك الإنعام والتنجية نجزي ) مَن شَكَرَ ( إنعامنا وأطاع وآمن.
القمر :( ٣٦ ) ولقد أنذرهم بطشتنا.....
( وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا ( : أي أخذتنا لهم بالعذاب، ( فَتَمَارَوْاْ ( : أي تشككوا وتعاطوا ذلك، ( بِالنُّذُرِ ( : أي بالإنذار، أو يكون جمع نذير.
القمر :( ٣٧ ) ولقد راودوه عن.....
( فَطَمَسْنَا (، قال قتادة : الطمس حقيقة جر جبريل عليه السلام على أعينهم جناحه، فاستوت مع وجوههم. وقال أبو عبيدة : مطموسة بجلد كالوجه. قيل : لما صفقهم جبريل عليه السلام بجناحه، تركهم يترددون لا يهتدون إلى الباب، حتى أخرجهم لوط عليه السلام. وقال ابن عباس والضحاك : هذه استعارة، وإنما حجب إدراكهم، فدخلوا المنزل ولم يروا شيئاً، فجعل ذلك كالطمس. وقرأ الجمهور : فطمسنا بتخفيف الميم ؛ وابن مقسم : بتشديدها. ) فَذُوقُواْ ( : أي فقلت لهم على ألسنة الملائكة : ذوقوا.
القمر :( ٣٨ ) ولقد صبحهم بكرة.....
( وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً ( : أي أول النهار وباكره، لقوله :) مُشْرِقِينَ ( و ) مُّصْبِحِينَ ). وقرأ الجمهور : بكرة بالتنوين، أراد بكرة من البكر، فصرف. وقرأ زيد بن علي : بغير تنوين. ) عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ ( : أي لم يكشفه عنهم كاشف، بل اتصل بموتهم، ثم بما بعد ذلك من عذاب القبر، ثم عذاب جهنم.
القمر :( ٣٩ ) فذوقوا عذابي ونذر
) فَذُوقُواْ عَذَابِى وَنُذُرِ ( : توكيد وتوبيخ ذلك عند الطمس، وهذا عند تصبيح العذاب. قيل : وفائدة تكرار هذا، وتكرار
القمر :( ٤٠ ) ولقد يسرنا القرآن.....
( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا (، التجرد عند استماع كل نبأ من أنباء الأولين، للاتعاظ واستئناف التيقظ إذا سمعوا الحث على ذلك لئلا تستولي عليهم الغفلة، وهكذا حكم التكرير لقوله :) فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ( عند كل نعمة عدها في سورة الرحمن. وقوله :) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ ( عند كل آية أوردها في سورة والمرسلات، وكذلك تكرير القصص في أنفسها، لتكون العبرة حاضرة للقلوب، مذكورة في كل أوان.
القمر :( ٤١ ) ولقد جاء آل.....
( وَلَقَدْ جَاء ءالَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ( : هم موسى


الصفحة التالية
Icon