" صفحة رقم ٤٢١ "
عباس ومجاهد والحسن وغيرهم :) إِلَى طَعَامِهِ ( : أي إذا صار رجيعاً ليتأمل عاقبة الدنيا على أي شيء يتفانى أهلها.
عبس :( ٢٥ ) أنا صببنا الماء.....
وقرأ الجمهور : إنا بكسر الهمزة ؛ والأعرج وابن وثاب والأعمش والكوفيون ورويس :) أَنَاْ ( بفتح الهمزة ؛ والحسين بن عليّ رضي الله تعالى عنهما : أني بفتح الهمزة مما لا ؛ فالكسر على الاستئناف في ذكر تعداد الوصول إلى الطعام، والفتح قالوا على البدل، ورده قوم، لأن الثاني ليس الأول. قيل : وليس كما ردوا لأن المعنى : فلينظر الإنسان إلى إنعامنا في طعامه، فترتب البدل وصح. انتهى. كأنهم جعلوه بدل كل من كل، والذي يظهر أنه بدل الاشتمال. وقراءة أبي ممالا على معنى : فلينظر الإنسان كيف صببنا. وأسند تعالى الصب والشق إلى نفسه إسناد الفعل إلى السبب، وصب الماء هو المطر.
عبس :( ٢٦ ) ثم شققنا الأرض.....
والظاهر أن الشق كناية عن شق الفلاح بما جرت العادة أن يشق به. وقيل : شق الأرض هو بالنبات.
عبس :( ٢٧ ) فأنبتنا فيها حبا
) حَبّاً ( : يشمل ما يسمى حباً من حنطة وشعير وذرة وسلت وعدس وغير ذلك.
عبس :( ٢٨ ) وعنبا وقضبا
) وَقَضْباً (، قال الحسن : العلف، وأهل مكة يسمون القت القضب. وقيل : الفصفصة، وضعف لأنه داخل في الأب. وقيل : ما يقضب ليأكله ابن آدم غضاً من النبات، كالبقول والهليون. وقال ابن عباس : هو الرطب، لأنه يقضب من النخل، ولأنه ذكر العنب قبله.
عبس :( ٣٠ ) وحدائق غلبا
) غُلْباً (، قال ابن عباس : غلاظاً، وعنه : طوالاً ؛ وعن قتادة وابن زيد : كراماً ؛
عبس :( ٣١ ) وفاكهة وأبا
) وَفَاكِهَةٍ ( : ما يأكله الناس من ثمر الشجر، كالخوخ والتين ؛ ) وَأَبّاً ( : ما تأكله البهائم من العشب. وقال الضحاك : التبن خاصة. وقال الكلبي : كل نبات سوى الفاكهة رطبها، والأب : يابسها.
عبس :( ٣٣ ) فإذا جاءت الصاخة
) الصَّاخَّةُ ( : اسم من أسماء القيامة يصم نبأها الآذان، تقول العرب : صختهم الصاخة ونابتهم النائبة، أي الداهية. وقال أبو بكر بن العربي : الصاخة هي التي تورث الصمم، وأنها لمسمعة، وهذا من بديع الفصاحة، كقوله : أصمهم سرّهم أيام فرقتهم
فهل سمعتم بسرّ يورث الصمما
وقول الآخر :
أصم بك الناعي وإن كان أسمعا
ولعمر الله إن صيحة القيامة مسمعه تصم عن الدنيا وتسمع أمور الآخرة. انتهى.
عبس :( ٣٤ ) يوم يفر المرء.....
( يَوْمَ يَفِرُّ ( : بدل من إذا، وجواب إذا محذوف تقديره : اشتغل كل إنسان بنفسه، يدل عليه :
عبس :( ٣٧ ) لكل امرئ منهم.....
( لِكُلّ امْرِىء مّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (، وفراره من شدّة الهول يوم القيامة، كما جاء من قول الرسل :( نفسي نفسي ). وقيل : خوف التبعات، لأن الملابسة تقتضي المطالبة. يقول الأخ : لم تواسني بمالك، والأبوان قصرت في برنا، والصحابة أطمتني الحرام وفعلت وصنعت، والبنون لم تعلمنا وترشدنا. وقرأ الجمهور :) يُغْنِيهِ ( : أي عن النظر في شأن الآخر من الإغناء ؛ والزهري وابن محيصن وابن أبي عبلة وحميد وابن السميقع : يعنيه بفتح الياء والعين المهملة، من قولهم : عناني الأمر : قصدني.
عبس :( ٣٨ ) وجوه يومئذ مسفرة
) مُّسْفِرَةٌ ( : مضيئة، من أسفر الصبح : أضاء،
عبس :( ٤٠ - ٤١ ) ووجوه يومئذ عليها.....
و ) تَرْهَقُهَا ( : تغشاها، ( قَتَرَةٌ ( : أي غبار. والأولى ما يغشاه من العبوس عند الهم، والثانية من غبار الأرض. وقيل :) غَبَرَةٌ ( : أي من تراب الأرض، وقترة : سواد كالدخان. وقال زيد بن أسلم : الغبرة : ما انحطت إلى الأرض، والقترة : ما ارتفعت إلى السماء. وقرأ الجمهور : قترة، بفتح التاء ؛ وابن أبي عبلة : بإسكانها.


الصفحة التالية
Icon