" صفحة رقم ٤٧٦ "
والتوحيد لتسويتك في أفعل التفضيل إذا أضفته بين الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، وكان يجوز أن يقال : أشقوها، انتهى. فأطلق الإضافة، وكان ينبغي أن يقول : إلى معرفة، لأن إضافته إلى نكرة لا يجوز فيه إذ ذاك إلا أن يكون مفرداً مذكراً، كحاله إذا كان بمن. والظاهر أن الضمير في ) لَهُمْ ( عائد على أقرب مذكور وهو ) أَشْقَاهَا ( إذا أريد به الجماعة، ويجوز أن يعود على ) ثَمُودُ ).
الشمس :( ١٣ ) فقال لهم رسول.....
( رَّسُولٍ ( : هو صالح عليه السلام. وقرأ الجمهور :) نَاقَةُ اللَّهِ ( بنصب التاء، وهو منصوب على التحذير مما يجب إضمار عامله، لأنه قد عطف عليه، فصار حكمه بالعطف حكم المكرر، كقولك : الأسد الأسد، أي احذروا ناقة الله وسقياها فلا تفعلوا ذلك.
الشمس :( ١٤ ) فكذبوه فعقروها فدمدم.....
( فَكَذَّبُوهُ (، الجمهور على أنهم كانوا كافرين، وروي أنهم كانوا قد أسلموا قبل ذلك وتابعوا صالحاً بمدة، ثم كذبوا وعقروا، وأسند العقر للجماعة لكونهم راضين به ومتمالئين عليه. وقرأ الجمهور :) فَدَمْدمَ ( بميم بعد دالين ؛ وابن الزبير : قد هدم بهاء بينهما، أي أطبق عليهم العذاب مكرراً ذلك عليهم، ( بِذَنبِهِمْ ( : فيه تخويف من عاقبة الذنوب، ( فَسَوَّاهَا (، قيل : فسوى القبيلة في الهلاك، عاد عليها بالتأنيث كما عاد في ) بِطَغْوَاهَا ). وقيل : سوى الدمدمة، أي سواها بينهم، فلم يفلت منهم صغيراً ولا كبيراً.
الشمس :( ١٥ ) ولا يخاف عقباها
وقرأ أبيّ والأعرج ونافع وابن عامر : فلا يخاف بالفاء ؛ وباقي السبعة ولا بالواو ؛ والضمير في يخاف الظاهر عوده إلى أقرب مذكور وهو ربهم، أي لأدرك عليه تعالى في فعله بهم لا يسئل عما يفعل، قاله ابن عباس والحسن، وفيه ذم لهم وتعقبه لآثارهم. وقيل : يحتمل أن يعود على صالح، أي لا يخاف عقبى هذه الفعلة بهم، إذ كان قد أنذرهم وحذرهم. ومن قرأ : ولا يحتمل الضمير الوجهين. وقال السدي والضحاك ومقاتل والزجاج وأبو علي : الواو واو الحال، والضمير في يخاف عائد على ) أَشْقَاهَا (، أي انبعث لعقرها، وهو لا يخاف عقبى فعله لكفره وطغيانه، والعقبى : خاتمة الشيء وما يجيء من الأمور بعقبه، وهذا فيه بعد لطول الفصل بين الحال وصاحبها.


الصفحة التالية
Icon