" صفحة رقم ٥٠٩ "
١٠٤
( سورة الهمزة )
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
٢ ( ) وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ الَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِى الْحُطَمَةِ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى الاٌّ فْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِى عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ ( ) ) ٢الهمزة :( ١ ) ويل لكل همزة.....
الحطمة : أصله الوصف من قولهم رجل حطمة : أي أكول. قال الراجز :
قد لفها الليل بسوّاق الحطم
وقال آخر : إنا حطمناه بالقضيب مصعبا
يوم كسرنا أنفه ليغضبا
) وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ الَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِى الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى الاْفْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِى عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ ).
هذه السورة مكية. لما قال فيما قبلها :) إِنَّ الإنسَانَ لَفِى خُسْرٍ (، بين حال الخاسر فقال :) وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ (، ونزلت في الأخنس بن شريق، أو العاصي بن وائل، أو جميل بن معمر، أو الوليد بن المغيرة، أو أمية بن خلف، أقوال. ويمكن أن تكون نزلت في الجميع، وهي مع ذلك عامة فيمن اتصف بهذه الأوصاف. وقال السهيلي : هو أمية بن خلف الجمحي، كان يهمز النبي ( ﷺ ) )، ويعينه ذكره ابن إسحاق. وإنما ذكرته، وإن كان اللفظ عاماً، لأن الله سبحانه وتعالى تابع في أوصافه والخبر عنه حتى فهم أنه يشير إلى شخص بعينه، وكذلك قوله في سورة ن :) وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ ). تابع في الصفات حتى علم أنه يريد إنساناً بعينه. وتقدم الكلام في الهمزة في سورة ن، وفي اللمز في سورة براءة، وفعله من أبنية المبالغة، كنومة وعيبة وسحرة وضحكة، وقال زياد الأعجم : تدلى بودّي إذا لاقيتني كذبا
وإن أغيب فأنت الهامز اللمزه