صفحة رقم ١٠
كعب ومعاذ بت جبل وسالم مولى لأبي حذيفة قال حديث حسن صحسح وتقدم حديث زيد ثابت وفيه أنه استحر القتل بقراء القرآن فثبت بمجموع هذه الأحاديث أن القرآن كان على هذا التأليف والجمع في زمن من رسول الله ( ﷺ ) وإنما ترك جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعضه ويرفع الشيء بعد الشيء من التالة كما كان ينسخ بعض أحكامه فلم يجمع في مصحف واحد ثم لو رفع بعض تلاوته أدى ذلك إلى الاختلاف واختلاط أمر الدين فحفظ الله كتابه فحفظ الله كتابه في القوب إلى انقضاء زمن النسخ ثو وفق لجمعه الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم وثبت بادليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفين كما أنزله الله عز وجل على رسوله ( ﷺ ) من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا والذي حملهم على جمعه ما جاء مبينا في الحديث وهو أنه كان مفرقات في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا واذهاب بعضه بذهاب حفظته فانزعوا إلى خليفة رسول رب العالمين ( ﷺ ) أبي بكر فدعوا إلى جمعه فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم فكتبوا كما سمعوه من رسول الله ( ﷺ ) من غير أن قدموا أو أخروا شيئا ووضعوا له ترتيبا لم يأخذوا من رسول الله ( ﷺ ) وكان رسول الله ( ﷺ ) يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن يفي مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية نكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعى الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن وقد صح في حديث ابن عباس أن النبي ( ﷺ ) كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام وكل عام مرة في رمضان أنه عرضه في العام الذي توفى فيه مرتين ويقال إن زيد ابن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله ( ﷺ ) على جبريل عليه السلام وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي ولهذا أقام أبو بكر زيد بن ثابت في كتابه المصحفوألزمه بها لأنه قرأ على النبي ( ﷺ ) في العام الذي توفي مرتين فكان جمع القرآن سببا لبقائه في الأمة رحمة من الله تعالى لعباده وتحقيقا لوعده على ماقال تعالى ) إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ( واعلم أن الله تعالى أنزل القرآن المجيد من اللوح المحفوظ جملة واحدة إلى سماء الدنيال يفي شهر رمضان في ليلة القدر ثم كان ينزله مفرقا على لسان جيربل عليه السلام إلى النبي ( ﷺ ) مدة رسالته نحو ما عند الحاجة وحدوث ما يحدث على ما شاء الله تعالى وترتيب نزول القرآن غير لا ترتيبه في التلاوة والمصحف فأمنا ترتيب نزوله على رسول الله ( ﷺ ) فأول ما نزل من القرآن بمكة ) اقرأ باسم ربك الذي خلق ( ثم والقلم ثم يا أيها المزمل ثم المدثر ثم تبت يدا أبي لهب ثم إذا الشمس كورت ثم سبح اسم ربك الأعلى ثو والليل إذا يغشى ثم والفجر ثم والضحى ثم ألم نشرح ثم والعصر والعاديات ثم إنا أعطيناك الكوثر