صفحة رقم ١٢
بقراءتي التي أقراني فقال رسول الله ( ﷺ ) ' هكذا أنزلت ' ثن قال رسول الله ( ﷺ ) لآ ' إن هذا القرآن أنزل على سبع أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ' ( قوله فكت أساوره في الصلاة ) أي أو أثبه وأقاتله وهو في الصلاة والتربص التثبيت ( قوله فلببته بردائه ) وهو بتشديد الباء الأولى ومعناه أخذت بمجامع ردائه في عنقه وجذبته به مأخوذ من اللبة وفيه بيان ما كانوا عليه من الاعتناء بالقرآن والذب عنه والمحافظة على لفظه كما سمعوه من غير عدول إلى ما تجوزه العربية وأما أمر النبي ( ﷺ ) عمر بارساله فلانه لم يثبت عنده ما يقتضي تعزيزه ولأن عمر إنما نسبه إلى مخالفته في القراءة والنبي ( ﷺ ) كان يعلم من جواز القراءة ووجوهها مالا يعلمه عمر ولأنه قرأ وهو ملبب لا يتمكن من حضور القلب وتحقيق القراءة تمكن المطل ( قوله إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ) قال العلماء سبب أنزاله على سبعة أحرف التخفيف والتسهيل واختلفوا في المراد بسبعة أحرف فقيل هو توسعة وتسهيل ولم يقصد به الحصر وقال الأكثرون هو حصر العدد في سبعة أحرف ثم قيل هي في سبع من المعاني كالوعد والوعيد والمحكم والمتشابه والحلال والحرام والقصص والأمثال والأمر والنهي وقيل هي في صورة التلاوة وكيفية النطق بكلمات القرآن من إدغام وإظهار وتفخيم وترقيق ومد وقصر وإمالة لأن العرب كانت مختلفة اللغات يفي هذه اللوجوه فيسشر الله تعالى عليهم ليقرأ كل إنسان بما يوافق لغته ويسهل على لسانه.
وقال أبو عبيدة هي سبع لغات من لغات العرب تميمها ومعدها وهي أفصح لغات العرب وأعلاها وقيل هي لغة قريش وهوازن وهذيل وأهل اليمن وقيل السبعة كلها لمضر وحدها وهي متفرقة في القرآن العزيز غير مجتمعة في كلمة واحدة وقيل بل هي مجتمعة في بعض الكلمات كقوله تعالى وعبد الطاغوت وترتع ونلعب وباعد بين أسفارنا وبعذاب بئيس وقيل هي سبع قراآت وهو الصحيح الموافق للحديث لأن هذه السبعة ظهرت واستفاضت عن النبي ( ﷺ ) وضبطها عنه الصحابة وأثبتها عثمان والجماعة في المصاحف وأخبروا بصحتها وحذفوا منها ما لم يثبت متواترا وإن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى وليست متضادة ولا متباينة فأما من قال إن المراد بالأحرف سبعة معان مختلفة كالأحكام والأمثال والقصص فخطا محض بحرف وقد تقرر إجماع المسلمين على أنه يحرم إبدال آية أمثال بآية أحكام وقول من قال إن المراد خواتيم الآي فيجعل مكان غفور رحيم سميع عليم ففاسد أيضا وخطأ للإجماع على أنه لا يجوز تغيير نظم القرآن والله أعلم
( ق ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ( ﷺ )