صفحة رقم ١٦

فصل : في ذكر فضلها


( خ ) عن أبي سعيد بن المعلى قال كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله ( ﷺ ) فلم أجبه ثم أتيته فقلت يا رسول إلى إني كنت أصلي فقال ألم يقل الله استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ثم قال لي لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له يا رسول ألم تقل لأعلمنك سورة هي أ ' ظم السور في القرآن قال : الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ورواه مالك في الموطأ عنه وقال فيه إن النبي ( ﷺ ) نادى أبي بن كعب وهو يصلي وذكر محوه وفيه حتى تعلم سورة ما أنزل في التوراة ولا يفي الانجيل ولا في الزبور مثلها ورواه الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله ( ﷺ ) خرج على أ [ ي وهو يصلي وذكر نحو رواية الموطأ وقال فيه حديث حسن صحيح عن أبي بن كعب قال قال رسول الله ( ﷺ ) ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني وهو مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل أخرجه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني أخرجه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح ( م ) عن ابن عباس قال بينا جبريل قاعد عند رسول الله ( ﷺ ) سمع نقيصا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السما ءفتح اليوم ولم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته ( قوله سمع نقيصا ) هو بالقاف والضاد المعجمة أي صونا كصوت فتح الباب ( م ) عن أبي هريرة قال قال رسول الله من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج هي خداج غير تمام قال فقلت يا أبا هريرة إنا أحيانا نكون وراء الإمام فغمر ذراعي وقال أقرأ بها في نفسك يا فارسي فاني سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول قال الله تبارك وتعالى ' قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال أثني علي عبدي وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وربما قال فوض إلى عبدي وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل وإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ' ( قوله فهي خداج ) أي ناقصة ( قوله فغمز ذراعي ) أي كبس ساعدي بيده ( قوله قسمت الصلاة ) أراد بالصلاة هنا القراءة لأنه فسرها بها ولأن القراءة ركن من أركانها وجزء من أجزائها ( قوله نصفين ) حقيقة هذه القسمة التي جعلها بينه وبين عبده راجعة إلى المعنى لا إلى اللفظ لأن هذه السورة من جهة المعنى نصفها ثناء ونصفها مسئلة ودعاء وقسم الثناء انتهى عند قوله تعالى إياك نعبد وإياك نستعين من قسم الدعاء ولهذا قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ( قوله حمدي عبدي ومجدني ) أي أثنى على لأن الحمد هو الثناء بجميل الفعال والتمجيد الثناء بصفات الجلال وقيل التحميد والتمجيد التعظيم ( قوله وربما قال فوض إلى عبدي ) وجه مطابقة هذا لقوله مالك يوم الدين يقال فلان فوض أمره إلى فلان إذا رده إليه وعول فيه عليه وفي الحديث دليل على وجوب قراءة الفاتحة وأنها متعينة وهو مذهب االشافعي وجماعة وستأتي هذه المسئلة إن شاء الله تعالى بعد ذكر تفسير الفاتحة، والله أعلم


الصفحة التالية
Icon