صفحة رقم ١٦٠
يعني إذا دعوتهم إلى الإيمان والطاعة كما أني أجبتهم إذا دعوني لحوائجهم.
والإجابة في اللغة الطاعة.
فالإجابة من العبد الطاعة ومن الله الإثابة والعطاء ) وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ( أي لكي يهتدوا إلى مصالح دينهم ودنياهم.
فصل : في فضل الدعاء وآدابه
( ق ) عن أبي هريرة أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول : من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) هذا الحديث من أحاديث الصفات، وفيه مذهبان مشهوران للعلماء : أحدما وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين أنه يجب الإيمان به وبأنه حق على يليق به ونكل علمه إلى الله تعالى ورسوله وإن ظاهره المتعارف في حقنا غير مراد ولا نتكلم في تأويله مع اعتقادنا تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوقين وعن الانتقال والحركات.
والمذهب الثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعة من السلف أنها تؤول على ما يليق فعلى هذا نقل عن مالك وغيره أن معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته وقيل : إنه على الاستعارة ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف وفي الحديث الحث على الدعاء والترغيب فيه عن سلمان قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( إن ربكم حي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين ) أخرجه أبو داود والترمذي.
وقال حديث حسن غريب.
الصفر الخالي يقال بيت صفر ليس فيه متاع.
عن عبادة بن الصامت أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلاّ آتاه الله إياها أو صرف عنه من الشر مثلها ما لم يدع بإثم أو قطعية رحم فقال رجل من القوم إذا نكثر قال الله أكثر ) أخرجه الترمذي.
قوله ؛ الله أكثر معناه الله أكثر إجابة عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) :( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) أخرجه الترمذي.
وقال حديث غريب.
عن أبي هريرة أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ) أخرجه الترمذي.
وله عن أنس أن النبي ( ﷺ ) قال :( الدعاء مخ العبادة ) وله عن ابن عمر رسول الله ( ﷺ ) قال :( من فتح له باب من الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئاً أحب إليه من أن يسأل العافية وإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ) وله عن سلمان أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( لا يرد القضاء إلاّ الدعاء ولا يزيد في العمر إلاّ البر ) وله عن أبي هريرة أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( من لم يسأل الله يغضب عليه )
( ق ) عن أبي هريرة أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل بقوله قد دعوت فلم يستجب لي ) ولمسلم قال :( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطعية رحم ما لم يستعجل قيل : يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء ) قوله يستحسر أي يستنكف عن السؤال وأصله من حسر الطرف إذا كلَّ وضعف
( ق ) عن