صفحة رقم ١٧١
الترمذي والنسائي ) ولا تقلوا بأيديكم إلى التهلكة ( قيل : الباء زائدة ومعناه لا تلقوا أيديكم إلى التهلكة، والمراد بالأيدي الأنفس والمعنى ولا تلقوا أنفسكم إلى التهلكة، عبر بالأيدي عن الأنفس، وقيل الباء على أصلها وفي الكلام حذف تقديره : ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم إلى التهلكه ما يمكن الاحتراز عنه والهلاك ما لا يمكن الاحتراز عنه، ومعنى الآية النهي عن ترك الانفاق في سبيل الله لأنه سبب الإهلاك قال ابن عباس : أنفق في سبيل الله وأن لم يكن إلاّ سهم أو مشقص ولا يقول أحدكم لا أجد شيئاً.
السهم هنا هو ما يرمى به، والمشقص سهم فيه نصل عريض وقيل كان رجال يخرجون في البعوث بغير نفقة فإما أن ينقطع بهم وإما أن يكونوا عالة فأمرهم الله تعالى بالإنفاق على أنفسهم في سبيل الله ومن لم يكن عنده شيء ينفق عليه في الغزو فلا يخرج لئلا يلقي نفسه في التهلكة وهو أنه يهلك من الجوع والعطش والمشي.
وقيل نزلت الآية في ترك الجهاد ( ت ) عن أبي عمران واسمه أسلم قال : كنا بمدينة الروم فأخرجوا لنا صفاً عظيماً من الروم فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر وعلى أهل مصر عقبة بن عامر وعلى الجماعة فضالة بن عبيد فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم فصاح الناس.
سبحان الله يلقي بيديه إلى التهلكه فقام أبو أيوب الأنصاري فقال :( أيها الناس إنكم لتؤولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه فقال بعضنا لبعض سرّاً دون رسول الله ( ﷺ ) إن أموالنا قد ضاعت وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه فلوا أقمنا في أموالنا فأصلنا ما ضاع منها فأنزل الله تعالى على نبيه ( ﷺ ) يرد علينا ما قلنا :
) وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكه ( فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو فما زال أبو أيوب شاخصاً في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم ( وقال حديث غريب صحيح مات أبو أيوب في آخر غزوة غزاها بأرض قسطنطينية ودفن في أصل سورها فهم يتبركون بقبره ويستسقون به ( م ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه به مات على شعبة من النفاق ( قال ابن المبارك فنرى أن ذلك كان على عهد النبي ( ﷺ ).
وقيل