صفحة رقم ١٩
عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ' ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ' قال هي فاتحة الكتاب قيل فأين السابعة قال بسم الله الرحمن الرحيم أخرجهما ابن خزيمة وغيره وروى عن ابن عباس ' أن النبي ( ﷺ ) كان لا يعلم فصل السورة وفي رواية انقضاء السورة حتى ينزل عليه اسم بسم الله الرحمن الرحيم أخرجه أبو داود والحاكم أبو عبد الله في مستدركه وقال فيه إنه صحيح على شرط الشيخين وروى الدارقطني عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) ' إذا قرأ تم الحمد لله فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله اللرحمن الرحيم أحد آياتها ' وقال الدارقطني في رجال إسناده كلهم ثقات وروى الداقطني عن أم سلمة ' أن رسول الله ( ﷺ ) كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين إلى آخرها قطعها آية آية وعدها عد الأعراب وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد عليهم ' وأخرج مسلم في إفراده عن أنس قال ' بينا رسول الله ( ﷺ ) بين أظهرنا إذ غفا غفوة ثم رفع رأسه متبسما فلتا ما أضكك يا رسول الله قال أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر ' الحديث قال البيهقي أحسن ما احتج به أصحابنا في أن بسم الله الرحمن الرحيم من القرآن وأنها من فواتح السور سوى سورة براءة ما رويناه في جمع الصحابة كتاب الله عز وجل في المصاحف وأنهم كتبوا فيها بسم الله الرحمن الرحيم على رأس كل سورة سوى سورة براءة فكيف يتوهم متوهم أنهم كتبوا فيها مائة وثلاثة عشر آية ليست من القرآن، قال وقد علمنا بالروايات الصحيحة عن ابن عباس أنه كان يعد بسم الله الرحمن الرحيم آية من الفاتحة وروى الشافعي بسنده عن ابن عمر أنه كان لا يدع بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن والسورة التي بعدها زاد غيره عنه إنه كان يقول لكا كتبت في المصحف لم لم تقرأ وروى الشافعي عن ابن عباس أنه كان يفعله ويقول انتزع الشيطان منهم خير آية في القرآن.
وفي أفراد البخاري من حد
يث أنس ' أنه سئل كيف كانت قراءة رسول الله ( ﷺ ) قال كانت مدت ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم بمد الله وبمد الرحمن وبمد الرحيم ' فقد ثبت بهذه الأدلة الصحيحة الواضحة أن البسملة من الفاتحة من كل موضع ذكرت فيه وأيضا فأجمع الصحابة على إثباتها في المصاحف وأنهم طلبوا بكتابة المصاحف تجريد المصاحف تجريد كلام الله عز وجل المنزل على محمد ( ﷺ ) قرآنا وتدوينه مخافة من أن يزيدوا فيه أو ينقضوا منه ولهذا لم يكتبوا فيه لفظة آمين وإن كان قد ورد أنه كان يقولها بعد الفاتحة فلو لم تكن البسملة من القرآن في أوائل السور إذا ثبت بما تقدم من الأدلة أن البسملة آية من الفاتحة ومن غيرها من السور حيث كتبت كان حكمها في الجهر والإسرار حكم الفاتحة فيجهر بها مع الفاتحة في الصلاة الجهرية ويسر بها