صفحة رقم ٢١٣
المال ويمسكون قدر النفقة.
ويتصدقون بالفاضل بحكم هذه الآية ثم نسخ ذلك بآية الزكاة وقيل : هو التصدق عن ظهر غنى
( ق ) عن الزهري قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول ) وقيل : هو الوسط في الإنفاق من غير إسراف ولا إقتار وقيل : هو في صدقة التطوع إذ لو كان المراد بهذا الإنفاق الواجب لبين الله قدره فلما لم يبينه دل ذلك على أن المراد به صدقة التطوع ) كذلك يبين الله لكم الآيات ( أي يبين لكم الأمور التي سألتم عنها من وجوه الإنفاق ومصارفه ) لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة (.
يعني فتأخذون ما يصلحكم في الدنيا وتنفقون الباقي فينفعكم في الآخرة.
وقيل : لعلكم تتفكرون في زوال الدنيا فتزهدوا فيها وفي إقبال الآخرة وبقائها فترغبوا فيها.
البقرة :( ٢٢٠ ) في الدنيا والآخرة...
" في الدنيا والآخرة ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم " ( قوله عز وجل :( ويسألونك عن اليتامى ( قال ابن عباس لما نزلت :( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ( " تخرج المسلمون من أموال اليتامى تحرجاً شديداً حتى عزموا أموالهم وتركوا مخالطتهم، وربما كان يصنع لليتيم فيفضل منه فيتركونه ولا يأكلونه، فاشتد ذلك ذلك عليهم فسألوا رسول الله ( ﷺ ) فأنزل الله تعالى ويسألونك عن اليتامى ) قل إصلاح لهم خير ( أي إصلاح أموال اليتامى من غير أخذ أجرة، ولا عوض خير لكم أي أعظم أجراً.
وقيل : هو أن يوسع على اليتيم من طعام نفسه ولا يوسع من طعام اليتيم ) وإن تخالطوهم ( يعني في الطعام والخدمة والسكنى وهذا فيه إباحة المخالطة أي شاركوهم في أموالهم واخلطوها بأموالكم ونفقاتكم ومساكنكم وخدمكم ودوابكم، فتصيبوا من أموالهم عوضاً من قيامكم بأمورهم أو تكافئوهم