صفحة رقم ٢٢٦
من فعل المؤمنات وإن كانت المؤمنة والكافرة فيه سواء، فهو كقولك أدِّ حقى إن كنت مؤمناً يعني أن أداء الحقوق من أفعال المؤمنين وتقول للذي يظلم : إن كنت مؤمناً فلا تظلمني ؛ والمعنى ينبغي أن يمنعك إيمانك من الظلم، وفي سبب وعيد النساء بهذا قولان أحدهما أنه لأجل ما يستحقه الزوج من الرجعة.
قاله ابن عباس : والثاني أنه لأجل إلحاق الولد بغير أبيه قاله قتادة وقيل : كانت المرأة إذا رغبت في زوجها تقول : إني حائض وإن كانت قد طهرت ليراجعها وإن كانت زاهدة فيه كتمت خيضها وتقول قد طهرت لتفوته فنهاهن الله عن ذلك وأمرن بأداء الأمانة ) وبعولتهن أحق بردهن في ذلك ( يعني أزواجهن سمي الزوج بعلاً لقيامه بأمر زوجته، وأصل البعل السيد والمالك والمعنى وأزواجهن أولى برجعتهن وردهن إليهم في ذلك أي في حال العدة فإذا انقضى وقت العدة فقد بطل حق الرد والرجعة ) إن أرادوا إصلاحاً ( يعني إن أراد الزوج بالرجعة الإصلاح وحسن العشرة لا الإضرار بهن، وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يراجعون، ويريدون بذلك الإضرار فنهى الله المؤمنين عن مثل ذلك، وأمرهم بالإصلاح وحسن العشرة بعد الرجعة ) ولهن ( يعني وللنساء على الأزواج ) مثل الذي عليهن ( يعني للأزواج ) بالمعروف ( وذلك أن حق الزوجية لا يتم إلا إذا كان كل واحد منهما يراعي حق الآخر فيما له، وعليه فيجب على الزوج أن يقوم بجميع حقها، ومصالحها ويجب على الزوجة الانقياد والطاعة له، قال ابن عباس في معنى الآية : إني أحب أن أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي لأن الله تعالى.
قال :( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ( ( م ) عن جابر أنه ذكر خطبة النبي ( ﷺ ) في حجة الوداع وقال : فيها قال رسول الله ( ﷺ ) :( فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانات الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ).
قوله :( فاتقوا الله في النساء ) فيه الحث على الوصية بهن ومراعاة حقوقهن ومعاشرتهن بالمعروف.
قوله :( فإنكم أخذتموهن بأمانات الله ) ويروى بأمانة وقوله :( واستحللتم فروجهن بكلمة الله ) معناه بإباحة الله والكلمة هي قوله :( فانكحوا ما طاب لكم من النساء ( " وقيل : الكلمة هي قوله ) فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ( " وقيل : الكلمة هي كلمة


الصفحة التالية
Icon