صفحة رقم ٢٣
ثبتنا، وهو كما تقول للقائم قم حتى أعود إليك ومعناه دم على ما أنت عليه وهذا الدعاء من المؤمنين مع كونهم على الهداية يعني سؤال التثبيت وطلب مزيد الهداية لأن الألطاف والهدايات من الله لا تتناهى وهذا مذهب أهل السنّة والصراط الطريق، قال جرير :
أمير المؤمنين على صراط
إذا اعوج الموارد مستقيم
" أي على طريقة حسنة، قال ابن عباس : هو دين الإسلام، وقيل هو القرآن وروى ذلك مرفوعاً.
وقيل السنّة والجماعة وقيل معناه اهدنا صراط المستحقين للجنة ) صراط الذين أنعمت عليهم ( هذا بدل من الأول، أي الذين مننت عليهم بالهداية والتوفيق، وهم الأنبياء والمؤمنين الذين ذكرهم الله تعالى في قوله :( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ( " وقال ابن عباس : هم قوم موسى وعيسى الذين لم يغيّروا ولم يبدلوا وقيل هم أصحاب محمد ( ﷺ ) وأهل بيته ) غير المغضوب عليهم ( يعني غير صراط الذين غضبت عليهم.
والغضب في الأصل هو ثوران دم القلب لإرادة الانتقام ومنه قوله ( ﷺ ) :( اتقوا الغضب فإنه جمرة تتوقد في قلب ابن آدم ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه ) وإذا وصف الله به فالمراد منه الانتقام فقط دون غيره وهو انتقامه من العصاة وغضب الله لا يلحق عصاة المؤمنين إنما يلحق الكافرين ) ولا الضالين ( أي وغير الضالين عن الهدى وأصل الضلال الغيبوبة والهلاك يقال ضل الماء في اللبن إذا غاب فيه وهلك وقيل غير المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى.
عن عدي بن حاتم عن النبي ( ﷺ ) قال :( اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال ) أخرجه الترمذي، وذلك لأن الله تعالى حكم على اليهود


الصفحة التالية
Icon