صفحة رقم ٣٣٤
( ﷺ ) دعا ربه عز وجل أن يجعل ملك فارس والروم في أمته فأنزل الله هذه الآية.
وقال ابن عباس : لما فتح رسول الله ( ﷺ ) مكة وعد أمته ملك فارس والروم، فقال المنافقون واليهود : هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم وهم أعز وأمنع من ذلك ألم يكف محمداً مكة والمدينة حتى طمع في ملك فارس والروم ؟ فأنزل الله تعالى هذه الاية.
وقيل : ان اليهود قالوا : والله لا نطيع رجلاً ينقل النبوة من بني إسرائيل إلى غيرهم فنزلت هذه الاية ) قل اللّهم ( معناه يا الله لما حذف حرف النداء زيد الميم في آخره.
وقيل : إن الميم فيه معنى آخر وهو يا الله أمنا بخير أي اقصدنا مالك الملك أي مالك العباد وما ملكوا.
وقيل : مالك السموات والأرض، وقيل معناه بيده الملك يؤتيه من يشاء وقيل : معناه مالك الملوك ومالك الملك ووارثهم يوم لا يدعي الملك أحد غيره.
وفي بعض كتب الله المنزلة أنا الله ملك الملوك ومالك قلوب الملوك ونواصيهم بيدي، فإن العباد أطاعوني جعلتهم عليهم رحمة، وإن هم عصوني جعلتهم عليهم عقوبة فلا تشتغلوا بسبب الملوك ولكن توبوا إلى أعطفهم عليكم.
وقيل : الملك هو القدرة والمالك هو القادر.
والمعنى أنه تعالى قادر على كل شيء، وملك على كل مالك، ومملوك وقادر ومقدور.
وقيل : معناه مالك الملك أي جنس الملك يتصرف فيه كيف يشاء ) تؤتي الملك من تشاء ( يعني النبوة لأنها أعظم مراتب الملك، وذلك لأن النبي ( ﷺ ) له الأمر على بواطن الخلق وظواهرهم، والملك ليس له الأمر إلاّ على ظواهر بعض الخلق وهو من يطيعه منهم وطاعة النبي واجبه على الكافة ) وتنزع الملك ممن تشاء ( يعني بذلك نزع النبوة من بني إسرائيل وإيتاءها محمداً ( ﷺ ) فإنه لا نبي بعده ولم يشركه في نبوته ورسالته أحد، وقيل : تؤتي الملك من تشاء يعني محمداً ( ﷺ ) وتنزع اللمك ممن تشاء، يعني من أبي جهل وصناديد قريش وقيل تؤتي الملك من تشاء يعني أمة محمد ( ﷺ ) وتنزع الملك ممن تشاء، يعني فارس والروم.
وقيل : تؤتي الملك من تشاء يعني آدم وذريته وتنزع الملك ممن تشاء يعني إبليس وجنوده الذين كانوا في الأرض قبل آدم.
) وتعز من تشاء ( يعني محمداً ( ﷺ ) بالنبوة والرسالة ) وتذل من تشاء ( يعني اليهود بأخذ الجزية منهم ونزع النبوة عنهم، وقيل : تعز المهاجرين والأنصار، وتذل فارس والروم، وقيل : تعز من تشاء يعني محمداً وأصحابه دخلوا مكة في عشرة آلاف ظاهرين عليها، وتذل من تشاء يعني أبا جهل وأضرابه حين قتلوا وألقوا في قليب بدر يوم بدر، وقيل : تعز من تشاء بالطاعة وتذل من تشاء بالمعصية، وقيل : تعز من تشاء بالغنى وتذل من تشاء بالفقر، وقيل : تعز من تشاء بالقناعة والرضا، وتذل من تشاء بالحرص والطمع ) بيدك الخير ( يعني النصر والغنيمة.
وقيل : الألف واللام تفيد العموم والمعنى بيدك كل الخيرات.
فإن قلت : كيف قال بيد الخير دون الشر.
قلت : لأن الكلام إنما وقع في الخير الذي يسوقه الله تعالى إلى عباده المؤمنين وهو الذي أنكرته اليهود والمنافقون فقال : بيدك الخير تؤتيه أولياءك على رغم أعدائك.
وقيل : إن قوله بيدك الخير لا ينافي أن يكون بيد غيره، فيكون المعنى بيدك الخير وبيدك ما سواه إلا أنه خص الخير بالذكر لأنه المنتفع به والمرغوب فيه.
) إنّك على كل شيء قدير ( يعني من إيتاء الملك من تشاء، وإعزازاً من تشاء وإذلال من تشاء
آل عمران :( ٢٧ ) تولج الليل في...
" تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب " ( قوله تعالى :( تولج اللّيل في النهار ( الآية.
لما ذكر الله تعالى أنه مالك


الصفحة التالية
Icon