صفحة رقم ٣٣٨
نحبه كما أحبت النصارى عيسى ابن مريم فأنزل الله عز وجل :( قل أطيعوا الله والرسول ( يعني أن طاعة الله متعلقة بطاعة رسول الله ( ﷺ ) فإن طاعته لا تتم مع عصيان رسول الله ( ﷺ ) ولهذا قال الشافعي رضي الله عنه : كل أمر أو نهي ثبت عن رسول الله ( ﷺ ) جرى ذلك في الفريضة واللزوم مجرى ما أمر الله به في كتابه أو نهى عنه، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : فإن طاعتكم لمحمد ( ﷺ ) طاعتكم لي، فأمّا أن تطيعوني وتعصوا محمداً فلن أقبل منكم.
) فإن تولوا ( أي أعرضوا عن طاعة الله ورسوله ) فإن الله لا يحب الكافرين ( أي لا يرضى فعلهم ولا يغفر لهم.
( خ ) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( كل أمتي يدخلون الجنة إلاّ من أبى قالوا : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى )
( ق ) عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني ).
آل عمران :( ٣٣ - ٣٥ ) إن الله اصطفى...
" إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم " ( قوله عز وجل :( إن الله اصطفى آدم نوحاً ( قال ابن عباس : قالت اليهود : نحن من أبناء إبراهيم وإسحاق ويعقوب ونحن على دينهم فأنزل الله هذه الآية.
والمعنى أن الله اصطفى هؤلاء بالإسلام وأنتم يا معشر اليهود على غير دين الإسلام.
ومعنى اصطفى اختار من الصفوة وهي الخالص من كل شيء آدم هو أبو البشر عليه السلام ونوحاً هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس عليه السلام.
وحكى ابن الجوزي في تفسيره عن أبي سليمان الدمشقي أن اسم نوح السكن وإنما سمي نوحاً لكثرة نوحه على نفسه ) وآل إبراهيم ( قيل : آراد بآل إبراهيم إبراهيم نفسه، وقيل آل إبراهيم إسماعيل وإسحاق ويعقوب وذلك أن الله تعالى جعل إبراهيم أصلاً لشعبتين فجعل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أصلاً للعرب ومحمد ( ﷺ ) منهم فهو داخل في هذا الاصطفاء، وجعل إسحاق أصلاً لبني إسرائيل، وجعل فيهم النبوة والملك إلى زمن نبينا محمد ( ﷺ ) ثم جمع له ولأمته النبوة والملك إلى يوم القيامة.
وقيل : أراد بآل إبراهيم من كان على دينه ) وآل عمران ( واختلفوا في عمران هذا فقيل : هو عمران بن هو يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب وهو والد موسى وهارون فيكون