صفحة رقم ٣٤٦
ثلاثة أيام لأنهم كانوا إذا صاموا لم يتكلموا والقول الأول أصح لموافقة أهل اللغة عليه ) واذكر ربك كثيراً ( وذلك لما منعه الله من الكلام في تلك المدة أمره بالذكر فقال : واذكر ربك كثيراً فإنك لا تمنع من ذلك ولا يحال بينك وبينه ) وسبح ( أي وعظم ربك ونزهه عن النقائص وقيل : وصل لربك وسميت الصلاة تسبيحاً لأن فيها تنزيهاً للرب سبحانه وتعالى ) بالعشي والإبكار ( فأما العشي فهو ما بين زوال الشمس إلى غروبها، ومنه سميت صلاتاً الظهر والعصر صلاتي العشي والإبكار هو ما بين طلوع الفجر إلى الضحى.
قوله عز وجل :( وإذ قالت الملائكة ( يعني جبريل عليه السلام ) يا مريم إن الله اصطفاك ( أي واختارك ) وطهرك ( يعني من مسيس الرجال.
وقيل : الحيض والنفاس.
وكانت مريم لا تحيض وقيل : من الذنوب ) واصطفاك ( أي واختارك ) على نساء العالمين ( أي على عالمي زمانها وقيل : على جميع نساء العالمين.
فإن قلت هل فرق بين الاصطفاء الأول والثاني ؟ قلت : ذكر العلماء في معناهما وجوهاً يتحصل منها الفرق فقيل في معنى الاصطفاء الأول إن الله تعالى اختار مريم وقبلها منذورة محررة ولم تحرر قبلها أنثى ولم يجعل ذلك لغيرها من النساء وأن الله بعث إليها رزقها من عنده وكفلها زكريا ومعنى الإصفطاء الثاني أن الله تعالى وهب لها عيسى من غير أب وأسمعها كلام الملائكة ولم يحصل ذلك لغيرها من النساء
( ق ) عن علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول :( خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد ) قال أبو كريب : وأشار وكيع إلى السماء والأرض قيل : أراد وكيع بهذه الإشارة تفسير الضمير في قوله خير نسائها ومعناه إنهما خير كل النساء بين السماء والأرض قال الشيخ محيي الدين النووي : والأظهر أن معناه أن كل واحد مهما خير نساء الأرض في عصرها، وأما التفضيل بينهما فمسكوت عنه.
( ق ) عن أبي موسى أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلاّ مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) قال العلماء معناه أن الثريد من كل طعام أفضل من المرق وثريد اللحم أفضل من مرقه بلا ثريد، وثريد ما لا لحم فيه أفضل من مرقه من غير ثريد وفضل عائشة على النساء كزيادة فضل الثريد على غيره.
وليس في هذا تصريح بتفضيلها على مريم وآسية لاحتمال أن المراد تفضيلها على نساء هذه الأمة عن أنس قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون ) أخرجه الترمذي.
آل عمران :( ٤٣ - ٤٥ ) يا مريم اقنتي...
" يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين " ( قوله عز وجل :( يا مريم اقنتي لربك ( أي قالت الملائكة لها شفاهاً أطيعي ربك