صفحة رقم ٣٦١
قوله عز وجل :( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى الكلمة سواء بيننا وبينكم ( قال المفسرون : لما قدم وف نجران المدينة اجتمعوا باليهود واختصموا في إبراهيم ( ﷺ ) فزعمت النصارى أنه كان نصرانياً وهم على دينه وأولى الناس به وقالت اليهود : بل كان يهودياً وهم على دينه وأولى الناس به فقال رسول الله ( ﷺ ) :( كلا الفريقين برئ من إبراهيم ودينه بل كان حنيفاً مسلماً وأنا على دينه فاتبعوا دينه الإسلام ) فقالت اليهود : ما تريد إلاّ أن نتخذك ربما كما اتخذت النصارى عيسى رباً.
وقالت النصارى : يا محمد ما تريد إلاّ أن نقول فيك ما قالت اليهود في عزير فأنزل الله عز وجل :( قل يا أهل الكتاب تعالوا ( أي هلموا إلى كلمة يعني فيها إنصاف ولا ميل فيها لأحد على صاحبه، والعرب تسمي كل قصة أو قصيدة لها أول وآخر وشرح كلمة وسواء أي عدل لا يختلف فيها التوراة والإنجيل والقرآن وتفسير الكلمة قوله :( ألا نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ( وذلك أن النصارى عبدوا غير الله وهو المسيح وأشركوا به وهو قولهم أب وابن وروح القدس فجعلوا الواحد ثلاثة واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله وذلك أنهم يطيعونهم فيما يأمرونهم به من الشرك ويسجدون لهم فهذا معنى اتخاذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله، فثبت أن النصارى قد جمعوا بين هذه الثلاثة أشياء ومعنى الآية قل : يا محمد لليهود والنصارى هلموا إلى أمر عدل نصف وهو أن لا نقول عزير ابن الله ولا نقول المسيح ابن الله لأن كل واحد منهما بشر مخلوق مثلنا ولا نطيع أحبارنا ورهباننا فيما أحدثوا من التحريم والتحليل من غير رجوع إلى ما شرع ولا يسجد بعضنا لبعض لأن السجود لغير الله حرام فلا نسجد لغير الله وقيل : معناه ولا نطيع أحداً في معصية الله ) فإن تولوا ( يعني فإن أعرضوا عما أمرتهم به ) فقولوا ( أنتم لهؤلاء ) اشهدوا بأنا مسلمون ( أي مخلصون بالتوحيد لله والعبادة له.
( ق ) عن ابن عباس أن أبا سفيان أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجاراً بالشام في المدة التي كان رسول الله ( ﷺ ) ماد فيها أبا سفيان


الصفحة التالية
Icon