صفحة رقم ٤
به ليكون أكمل فائدة في هذا الكتاب وأسهل على الطلاب وسقته بأبلغ ما قدرت عليه من الإيجاز وحسن الترتيب مع التسهيل والتقريب وينبغي لكل مؤلف كتابا في فن قد سبق إليه لا يخلو كتابه من خمس فوائد استنباط شيء كان معضلا أو جمعه إن كان متفرقا أو شرحه إن كان عامضا أو حسن نظم وتأليف أو إسشقاط حشو وتطويل وأرجو أن لا يخلو هذا الكتاب عن هذه الخصال التي ذكرت وسميته ( لباب التأويل في معاني التنزيل ) والله تعالى أسأل التوفيق لإتمام ما قصدت وإليه أرغب في تيسير ما أردت وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يتقبله مني إنه هو السميع العليم وهو حسبي ونعم الوكيل عليه توكلت وإليه أنيب وقيل أن أشرع في الكلام على التفسير أقدم مقدمة تتضمن ثلاثة فصول
( الفصل الأول : في فضل القرآن وتلاوته وتعليمه ) ( م ) عن زيد بن أرقم قال قام رسول الله ( ﷺ ) يوما فينا إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله فيؤ أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي زاد في رواية كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة وفي رواية الترمذي عنه قال قال رسول ( ﷺ ) إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر وهو كتاب وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ( م ) عن عمر بن الخطاب قال أما إن نبيكم ( ﷺ ) قال إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين وعن الحارث الأعور قال مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت على علي فقلت يا أمير المؤمنين ألا ترى الناس قد خاضوا في الأحاديث قال أو قد فعلوها قلت نعم قال أما إني سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول ألا إنها ستكون فتنة فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم ما بينكم والفصل ليس بالهزل من تركه من جبارة فصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضى عجائبه هو الذي لم تنته الجن أسمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم خذها إليك يا أ ' ور أخرجه الترمذي وقا لحديث غريب وإسناده مجهول وفي الحارث مقال ( قوله هو الفصل ) أي الفاصل بين الحق


الصفحة التالية
Icon