صفحة رقم ٤٧
أخرجه الترمذي وأبو داود.
قوله عز وجل :( وعلم آدم الأسماء كلها ( سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض.
وقيل لأنه كان آدم اللون وكنيته أبو محمد، وقيل : أبو البشر ولما خلق الله آدم وتم خلقه علمه أسماء الأشياء كلها، وذلك أن الملائكة قالوا ليخلق ربنا ما شاء فلن يخلق خلقاً أكرم علم منا وإن كان فنحن أعلم منه لأنا خلقنا قبله ورأينا ما لم يره، فأظهر الله فضل آدم عليهم بالعلم.
وفيه دليل لمذهب أهل السنة أن الأنبياء أفضل من الملائكة وإن كانوا رسلاً، قال ابن عباس : علمه آدم اسم كل شيء حتى القصعة والقصيعة، وقيل : خلق الله كل شيء من الحيوان والجماد وغير ذلك، وعلم آدم اسماءها كلها فقال يا آدم هذا بعير وهذا فرس وهذه شاة حتى أتى على آخرها.
وقل علم آدم أسماء الملائكة وقيل أسماء ذريته وقيل علمه اللغات كلها ) ثم عرضهم ( يعني تلك الأشخاص، وإنما قال عرضهم ولم يقل عرضها لأن المسميات إذا جمعت من يعقل ومن لا يعقل عبر عنه بلفظ من يعقل لتغليب العقلاء عليهم كما يعبر عن الذكور والإناث بلفظ الذكور ) على الملائكة فقال ( يعني تعجيزاً لهم ) أنبئوني ( أي أخبروني ) بأسماء هؤلاء ( يعني تلك الأشخاص ) إن كنتم صادقين ( أي إني لم أخلق خلقاً إلاّ كنتم أفضل منه وأعلم ) قالوا ( يعني الملائكة ) سبحانك ( تنزيهاً لك وذلك لما ظهر عجزهم ) لا علم لنا إلاّ ما علمتنا ( أي إنك أجل من نحيط بشيء من علمك إلاّ ما علمتنا ) إنك أنت العليم ( أي بخلقك وهو من أسماء الصفات التامة وهو المحيط بكل المعلومات ) الحكيم ( أي في أمرك، وله معنيان أحدهما أنه القاضي العدل والثاني المحكم للأمر كيلا يتطرق إليه الفساد.
البقرة :( ٣٣ - ٣٥ ) قال يا آدم...
" قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " ( ) قال ( يعني الله تعالى ) يا آدم أنبئهم بأسمائهم ( وذلك لا ظهر عجز الملائكة فسمى كل شيء باسمه وذكر وجه الحكمة التي خلق لها ) فلما أنباهم بأسمائهم قال ( يعني الله تعالى ) ألم أقل لكم ( يعني يا ملائكتي ) إني أعلم غيب السموات والأرض ( يعني ما كان وما سيكون وذلك أنه سبحانه وتعالى علم أحوال آدم قبل أن يخلقه فلهذا قال لهم : إني أعلم ما لا تعلمون ) وأعلم ما تبدون ( يعني قول الملائكة : أتجعل فيها ) وما كنتم تكتمون ( يعني قولكم لن يخلق الله تعالى خلقاً أكرم عليه منا وقال ابن عباس أعلم ما تبدون من الطاعة وما كنتم تكتمون، يعني إبليس من المعصية.
قوله عز وجل :


الصفحة التالية
Icon