صفحة رقم ٥٩٩
والقول الثاني إناثاً يعني أمواتاً.
قال الحسن : كل شيء لا روح فيه كالحجر والخشبة هو إناث قال الزجاج والموات كلها يخبر عنها كما يخبر من المؤنث تقول هذه الحجر تعجبني وهذه الدراهم تنفعني.
ولأن الأنثى أنزل درجة من الذكر والميت أنزل درجة من الحي كما أن الموت أنزل من الحيوان وقد يطلق اسم الأنثى على الجمادات والقول الثالث إن بعضهم كان يعبد الملائكة ويقول هن بنات الله ) وإن يدعون ( أي وما يعبدوا ) إلاّ شيطاناً مريداً ( قال ابن عباس : لكل صنم شيطان يدخل في جوفه ويتراءى للسدنة والكهنة ويكلمهم فلذلك قال الله تعالى :( وإن يدعون إلاّ شيطاناً مريداً ( وقيل هو إبليس لأنه أغواهم وأغراهم على عبادتها وأطاعوه فجعلت طاعتهم له عبادة والمريد والمارد هو المتمرد العاتي الخارج عن الطاعة ) لعنة الله ( أي أبعده الله وطرده عن رحمته ) وقال ( يعني إبليس ) لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً ( يعني حظاً مقدراً معلوماً فكل ما أطيع فيه إبليس فهو نصيبه ومفروضه وأصل الفرض القطع وهذا النصيب هم الذين يبتعون خطواته ويقبلون وساوسه ) ولأضلنهم ( عن طريق الحق والمراد به التزيين والوسوسة وإلاّ فليس إليه من الإضلال شيء.
قال بعضهم لو كانت الضلالة إلى إبليس لأضل جميع الخلق ) ولأمنينهم ( قال ابن عباس يريد تسويف التوبة وتأخيرها وقال الكلبي أمنيهم أنه لا جنة ولا نار ولا بعث وقيل أمنيهم إدراك الجنة مع عمل المعاصي وقيل أزين لهم ركوب الأهواء والأهوال الداعية إلى العصيان وقيل أمنيهم طول البقاء في الدنيا ونعيمها ليؤثروها على الآخرة ) ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ( يعني يقطعونها ويشقونها وهي البحيرة.
وذلك أنهم كانوا يشقون آذان الناقة إذا ولدت خمسة أبطن وجاء الخامس ذكراً وحرموا على أنفسهم الانتفاع بها ولا يردونها عن ماء ولا مرعى وسول لهم إبليس إن هذا قربة ) ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ( قال ابن عباس يعني دين وتغيير الله هو تحليل الحرام وتحريم الحلال وقيل تغيير خلق الله هو تغيير الفطرة التي فطر الخلق عليها ويدل عليه قوله ( ﷺ ) :( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) وقيل يحتمل أن يحمل هذا التغيير على تغيير أحوال تتعلق بظاهر الخلق مثل الوشم ووصل الشعر ويدل عليه ( ﷺ ) :( لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ) أخرجاه من رواية ابن مسعود ولهما عن أسماء قالت :( لعن النبي ( ﷺ ) الواصلة والمستوصلة ) وقيل تغيير خلق الله هو الاختصاء وقطع الآذان حتى إن بعض