صفحة رقم ٦٠٦
يعرض عن المرأة.
وهو قوله تعالى :( أو إعراضاً ( يعني بوجهه عنها أو يعبس في وجهها أو يترك مضاجعتها أو يسيء عشرتها أو يشتغل بغيرها وقيل المراد من النشوز إظهار الخشونة في القول والفعل والمراد من الإعراض السكوت عن الخير والشر والإيذاء بل يعرض عنها بوجهه أو يشتغل بغيرها ) فلا جناح عليهما ( يعني فلا حرج ولا إثم على الزوج والمرأة ) أن يصلحا ( من المصالحة، وقرئ أن يصلحا بضم الياء وكسر اللام من الإصلاح ) بينهما صلحاً ( يعني في القسمة والنفقة وهو أن يقول الزوج للمرأة : إنك قد كبرت ودخلت في السن، وأنا أريد ان أتزوج امرأة جميلة شابة أوثرها عليك في القسمة ليلاً ونهاراً فإن رضيت فأقيمي وإن كرهت ذلك فارقتك وخليت سبيلك فإن رضيت بذلك كانت هي المحسنة ولا تجبر على ذلك وأن لم ترض بدون حقها كان على الزوج أن يوفيها حقها من القسم والنفقة أو يسرحها بإحسان وإن أمسكها ووفاها حقها مع الكراهة لها كان هو المحسن قال ابن عباس : فإن صالحته على بعض حقها من القسمة والنفقة جاز وإن أنكرت ذلك بعد الصلح كان ذلك لها ولها حقها ) والصلح خير ( يعني إقامتها بعد تخييره إياها والمصالحة على ترك بعض حقها من القسم والنفقة خير من الفرقة عن ابن عباس قال :( خشيت سودة أن يطلقها رسول الله ( ﷺ ) فقالت لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة ففعل فنزلت ) فلا جناح عليهما أن يصالحها بينهما صلحاً والصلح خير ( فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز ) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب، فكان رسول الله ( ﷺ ) يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة ) وأحرضت الأنفس الشح ( الشح أقبح البخل، وحقيقته الحرص على من الخير، وإنما قال : وأحضرت الأنفس الشح لأنه كالأمر اللازم للنفوس لأنه مطبوعة عليه، ومعنى الآية أن كل واحد من الزوجين يشح بنصيبه من الآخر فالمرأة تشح على مكانها من زوجها والرجل يشح عليها بنفسه إذا كان غيرها أحب إليه منها ) وإن تحسنوا وتتقوا ( هذا خطاب للأزواج يعني وإن تحسنوا أيها الأزواج الصحبة والعشرة وتتقوا الله في حق المرأة فإنها أمانة عندكم وقيل معناه وإن تحسنوا بالإقامة معها على الكراهة وتقتوا ظلمها والجور عليها.