صفحة رقم ٦٠٨
للقديمات ويدل على ذلك ما روى أبو قلابة عن أنس قال :( من السنة إذا تزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعاً وقسم وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثاً وقسم ) قال أبو قلابة ولو شئت لقلت إن أنساً رفعه إلى النبي ( ﷺ ) أخرجاه في الصحيحين.
وإذا سافر الرجل إلى سفر حاجة جاز له أن يحمل معه بعض نسائه بشرط أن يقرع بينهن ولا يجب عليه أن يقضي للباقيات عوض مدة سفره وإن طالت إذا لم يزد مقامه في البلد على مدة المسافرين ويدل على ذلك ما روي عن عائشة قالت :( كان رسول الله ( ﷺ ) إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ).
أخرجه البخاري مع زيادة فيه.
وإذا أراد الرجل سفر نقلة وجب عليه أخذ نسائه معه.
النساء :( ١٣١ - ١٣٣ ) ولله ما في...
" ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا " ( قوله تعالى :( ولله ما في السموات وما في الأرض ( يعني عبيداً وملكاً قال أهل المعاني لما ذكر الله تعالى أن يغني من سعته وفضله أشار إلى ما يوجب الرغبة إليه في طلب الخير منه لأن من ملك السموات والأرض لا تفنى خزائنه ) ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ( يعني من اليهود والنصارى وأصحاب الكتب القديمة ) وإياكم ( يعني ووصيناكم يا أهل القرآن في كتابكم ) أن اتقوا الله ( أي بأن تتقوا الله وهو أن توحدوه وتطيعوه وتحذروه ولا تخالفوا أمره والمعنى أن الأمر بتقوى الله شريعة قديمة أوصى الله بها جميع الأمم السالفة في كتبهم ) وإن تكفروا ( يعني وإن تجحدوا ما أوصاكم به ) فإن لله ما في السموات وما في الأرض ( يعني فإن لله ملائكة في السموات والأرض هم أطوع له منكم.
وقيل معناه أن الله خالق السموات والأرض وما فيه ومالكهن، والمنعم عليهم بأصناف النعم ومن كان كذلك فحق لكل أحد أن يتقيه ويرجوه ) وكان الله غنياً ( يعني عن جميع خلقه غير محتاج إليهم ولا إلى طاعتهم ) حميداً ( يعني محموداً على نعمه عليهم ) ولله ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً ( قال ابن عباس يعني شهيداً على أن له فيهن عبيداً وقيل معناه وكفى بالله دافعاً ومجيراً.
فإن قلت ما الفائدة في تكرير قوله تعالى :( ولله ما في السموات وما في الأرض ( قلت الفائدة في ذلك أن لكل آية معنى تخص به، أما الآية الأولى فمعناها فإن لله ما في السموات وما في الأرض وهو يوصيكم بتقوى الله فاقبلوا وصيته وقيل لما قال تعالى :( وإن يتفرقا يغن الله كلاًّ من سعته ( " بيّن أن له ما في السموات وما في الأرض وأنه قادر على إغناء جميع الخلائق وهو المستغني عنهم.
وأما الآية الثانية فإنه تعالى قال :( وإن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض ( " والمراد أنه تعالى منزه عن طاعات الطائعين وعن ذنوب المذنبين وأنه لا يزداد جلاله بالطاعات ولا ينقص بالمعاصي.
وقيل لما بين أن له ما في السموات وما في الأرض وقال بعد ذلك :( وكان الله غنياً حميداً ( فالمراد منه أنه تعالى هو الغني وله الملك فاطلبوا منه ما تطلبون فهو يعطيكم لأن له ما في السموات وما في الأرض.
وأما الثالثة فقال تعالى :( ولله ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ( أي فتوكلوا عليه ولا تتوكلوا على غيره فإنه المالك لما في السموات والأرض.
وقيل تكريرها تعديدها لما هو موجب تقواه لتتقوه وتطيعوه ولا تعصوه لأن التقوى والخشية أصل


الصفحة التالية
Icon