صفحة رقم ٦٣٠
الكلالة وقد تقدم في أول السورة الكلام على معنى الكلالة من حيث الاشتقاق وغيره وأن اسك الكلالة يقع على الوارث وعلى الموروث فإن وقع على الوارث فهم من سوى الوالد والولد وإن وقع على الموروث فهو من مات ولا يرثه أحد الأبوين ولا أحد الأولاد.
قوله تعالى ) إن امرؤ هلك ( يعني مات سمى الموت هلاكا لأنه إعدام في الحقيقة ) ليس له ولد ( يعني ولا والد فاكتفى بذكر إحداهما عن الآخر ويدل على المحذوف أن السؤال في الفتيا إنما كان في الكلالة وقد تقدم أن الكلالة من ليس له ولد ولا والد ) وله أخت ( يعني ولذلك الهالك أخت وأراد بالأخت من أبيه وأمه أو من أبيه ) فلها نصف ما ترك ( يعني فلأخت الميت نصف تركته وهو فرضها إذا انفردت وباقي المال لبيت المال إذا لم يكن للميت عصبة وهذا مذهب زيدج بن ثابت وبه قال الشافعي وعند أبي حنيفة وأهل العراق يرد الباقي عليها فذا كان للميت بنت أخذت النصف بالفرض وتأخذ الأخت النصف الباقي بالتعصيب لا بالفرض لأن الأخوات مع البنات عصبة.
وقوله تعالى ) وهو يرثها إن لم يكن ولد ( يعني أن الأخت إذا انفرد ولم يكن للأخت ولد وهذا أصل في جميع العصبات واستغراقهم جميع المال، فأما الأخ من الأم فإنه صاحب فرض لا يستغرق جميع المال وقد تقدم بيانه ) فإذا كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك ( أراد بنتين فصاعدا وهو أن من مات وترك أختين أو أخوات فلهن الثلثان مما ترك الميت ) وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الانثيين ( يعني وإن المتركون من الإخوة رجالا ونساء فللذكر منهم نصيب اثنتين من إخوة الإناث ) يبين الله لكم أن تضلوا ( يعني يبين الله لكم هذه الفرائض والأحكام لئلا تضلوا وقيل معناه كراهية أن تضلوا وقيل بين الله الضلالة لتجتنبوها ) والله بكل شيء عليم ( يعني من مصالح عباده التي حكم بها من قسمةى المواريث وبيان الأحكام وغير ذلك لأن علمه محيط بكل شيء
( ق ) عن البراء ابن عازب رضي الله عنه قال غ، أخر سورة نزلت تامة سورة التوبة وإن آخر آية نزلت آية الكلالة وفي رواية لمسلم قال آخر آية نزلت يستفتونك وروى عن ابن عباس أن آخر آية نزلت آية الربا ووآخر سورة نزلت إذا جاء نصر الله والفتح وروى عنه أن آخر آية نزلت واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله وروى أن النبي ( ﷺ ) عاش بعد نزول سورة النصر سنة ونزلت بعدها سورة براءة وهي ىخر سورة نزلت كاملة فعاش بعدها ستى أشهر هكذا ذكره البغوي وفيه نظر لأنه قد ثبت في الصحيحين من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي ( ﷺ ) بعثه في الحجة التي أمره عليها قبل حجة الوداع يفي رهط يؤذن في الناس يوم النحر ألا يحج بعد العام