صفحة رقم ٨٦
بالسريانية هو العبد وإيل هو الله ) ولقد أنزلنا إليك آيات بينات ( قال ابن عباس : هذا جواب لابن صوريا حيث قال لرسول الله ( ﷺ ) يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل عليك من آية بينة فنتبعك بها فأنزل الله هذه الآيات، ومعنى بينات واضحات مفصلات بالحلال والحرام والحدود والأحكام ) وما يكفر بها ( أي وما يجحد بهذه الآيات ) إلاّ الفاسقون ( أي الخارجون عن طاعتنا وما أمروا به ) أو كلما عاهدوا بها ( قال ابن عباس : لما ذكرهم رسول الله ( ﷺ ) ما أخذ عليهم من العهود في محمد ( ﷺ ) وأن يؤمنوا به قال مالك بن الصيف : والله ما عهد إلينا في محمد عهد فأنزل الله هذه الآية أو كلما استفهام إنكار عاهدوا عهداً هو قولهم : إنه قد أظلّ زمان نبي مبعوث وإنه في كتابنا وقيل إنهم عاهدوا الله عهوداً كثيرة ثم نقضوها ) نبذه ( أي طرح العهد ونقضه ) فريق منهم ( يعني اليهود ) بل أكثرهم لا يؤمنون ( يعني كفر فريق منهم بنقض العهد وكفر فريق منهم بالجحد للحق.
البقرة :( ١٠١ - ١٠٢ ) ولما جاءهم رسول...
" ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون " ( ) ولما جاءهم رسول من عند الله ( يعني محمداً ( ﷺ ) ) مصدق لما معهم ( يعني مصدق بصحة التوراة ونبوة موسى عليه الصلاة والسلام وقيل : إن التوراة بشرت بنبوة محمد ( ﷺ ) فلما بعث محمد ( ﷺ ) كان مجرد مبعثه مصدقاً للتوراة ) نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم ( قيل : أراد بالكتاب القرآن.
وقيل : التوراة وهو الأقرب لأن النبذ لا يكون إلاّ بعد التمسك، ولم يتمسكوا بالقرآن.
أما نبذهم التوراة فإنهم كانوا يقرؤونها ولا يعملون بها.
وقيل : إنهم أدرجوها في الحرير وحلوها بالذهب ولم يعملوا ما فيها ) كأنهم لا يعلمون ( يعني انهم نبذوا كتاب الله ورفضوه عن علم به ومعرفة، وإنما حملهم على ذلك عداوة النبي ( ﷺ ) وهم علماء اليهود الذين كانوا في زمن النبي ( ﷺ ) وكتموا أمره وكان أولئك النفر قليلاً.
قوله عز وجل :( واتبعوا ما تتلو الشياطين ( يعني اليهود نبذوا كتاب الله واتبعوا ما تتلوا الشياطين، ومعنى تتلو تقرأ من التلاوة وقيل معناه تفتري وتكذب ) على ملك سليمان ( وهو قولهم : إن سليمان ملك الناس بالسحر وقيل : على ملك سليمان اي على عهده وزمانه.
وقصة ذلك أن الشيطان كتبوا السحر والنيرنجيات على لسان آصف : هذا ما علم آصف بن برخيا سليمان الملك وكتبوه ودفنوه تحت كرسيه وذلك حين نزل الله عنه الملك ولم يشعر بذلك قيل : إن بني إسرائيل اشتغلوا بتعليم السحر في زمانه فمنعهم سليمان من ذلك وأخذ كتبهم ودفنها تحت سريره، فلما مات استخرجها الشياطين.
وقالوا للناس إنما ملككم سليمان بهذا فتعلموه فأما صلحاء بني إسرائيل وعلماؤهم فأنكروا ذلك.
وقالوا : معاذ الله أن يكون هذا العلم من علم سليمان وأما السفلة منهم.
فقالوا : هذا هو علم سليمان وأقبلوا على تعليمه وتركوا كتب أنبيائهم وفشت