صفحة رقم ١٠٥
وفي إبطال دينك الرأي وبالغوا في تخذيل الناس عنك وقصدهم تشتيت أمرك ) حتى جاء الحق ( عين النصر والظفر ) وظهر أمر الله وهم كارهون ( يعني ذلك.
التوبة :( ٤٩ - ٥٢ ) ومنهم من يقول...
" ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون " ( قوله عز وجل :( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ( نزلت في الجد بن قيس وكان من المنافقين وذلك أن النبي ( ﷺ ) لما تجهز إلى غزوة تبوك قال للجد بن قيس : يا أبا وهب هل لك في جلاد بني الأصفر يعني الروم تتخذ منهم سراري ووصفاء.
فقال الجد : يا رسول الله لقد عرف قومي أني رجل مغرم بحب النساء وإني أخشى إن رأيت بنات بني الأصفر أن لا أصبر عنهن ائذن لي في القعود ولا تفتني بهن وأعينك بمالي قال ابن عباس : اعتل الجد بن قيس ولم تكن له علة إلا النفاق فأعرض عنه رسول الله ( ﷺ ) وقال :( قد أذنت لك ) فأنزل الله عز وجل فيه ومنهم يعني ومن المنافقين من يقول ائذن لي يعني في التخلف والقعود في المدينة ولا تفتني يعني ببنات بني الأصفر وهم الروم ) ألا في الفتنة سقطوا ( يعني أنهم وقعوا في الفتنة العظيمة وهي النفاق ومخالفة رسول الله ( ﷺ ) والقعود عنه ) وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ( يعني يوم القيامة تحيط بهم وتجمعهم فيها.
قوله سبحانه وتعالى :( إن تصبك حسنة تسؤهم ( يني إن تصبك يا محمد حسنة من نصر وغنيمة تحزن المنافقين ) وإن تصبك مصيبة ( يعني من هزيمة أو شدة ) يقولوا ( يعني المنافقين ) قد أخذنا أمرنا ( يعني أخذنا أمرنا بالجد والحزم في القعود عن الغزو ) من قبل ( يعني من قبل هذه المصيبة ) ويتولوا وهم فرحون ( يعني مسرورين لما نالك من المعصية وسلامتهم منها ) قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ( يعني قل يا محمد لهؤلاء الذين يفرحون بما يصيبك من المصائب والمكروه لن يصيبنا إلا ما قدره الله لنا وعلينا وكتبه في اللوح المحفوظ لأن القلم جف بما هو كائن إلى يوم القيامة من خير وشر فلا يقدر أحد أن يدفع عن نفسه مكروهاً نزل به أو يجلب لنفسه نفعاً أراده لم يقدر له ) هو مولانا ( يعني أن الله سبحانه وتعالى هو ناصرنا وحافظنا وهو أولى بنا من أنفسنا في الموت والحياة ) وعلى الله فليتوكل المؤمنون ( يعني في جميع أمورهم ) قل هل تربصون بنا ( يعني : قل يا محمد لهؤلاء المنافقين هل تنتظرون بنا أيها المنافقون ) إلا إحدى الحسنيين ( يعني إما النصر والغنيمة وإما الشهادة والمغفرة وذلك أن المسلم إذا ذهب إلى الغزو والجهاد في سبيل الله إما أن يغلب عدوه فيفوز بالنصر والغنيمة والأجر العظيم في الآخرة وإما أن يقتل في سبيل الله فتحصل له الشهادة وهي الغاية القصوى ويدل على ذلك ما روي عن أبي هريرة أن النبي ( ﷺ ) قال :( تكفل الله وفي رواية تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة ) أخرجاه في الصحيحين.
وقوله سبحانه وتعالى :( ونحن نتربص بكم ( يعني ونحن ننتظر بكم إحدى السوأيين ) أن يصيبكم الله بعذاب من عنده ( يعني