صفحة رقم ١٢٥
الثعلبي عن أبي أمامة الباهلي قال :( جاء ثعلبة بن حاطب الأنصاري إلى رسول الله ( ﷺ ) فقال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً.
فقال رسول الله ( ﷺ ) :( ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ( ثم أتاه بعد ذلك فقال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً.
فقال رسول الله ( ﷺ ) :( أمالك في رسول الله أسوة حسنة والذي نفسي بيده لو أردت أن تسير الجبال معي ذهباً وفضة لسارت ( ثم أتاه بعد ذلك فقال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالاً لأعطين كل ذي حق حقه فقال رسول الله ( ﷺ ) :( اللهم ارزق ثعلبة مالاً ( قال : فاتخذ غنماً فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ونزل وادياً من أوديتها وهي تنموا كما ينمو الدود فكان يصلي مع رسول الله صل الله عليه وسلم الظهر والعصر ويصلي في غنمه سائر الصلوات ثم كثرت ونمت حتى تباعد عن المدينة فصار لا يشهد إلا الجمعة ثم كثرت ونمت حتى تباعد عن المدينة أيضاً حتى صار لا يشهد جمعة ولا جماعة فكان إذا كان يوم جمعة خرج فتلقى الناس يسألهم عن الأخبار فذكره رسول الله ( ﷺ ) ذات يوم فقال :( ما فعل ثعلبة ( ؟ فقالوا : يا رسول الله اتخذ ثعلبة غنماً ما يسعها وادٍ.
فقال رسول الله ( ﷺ ) :( يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة ( فأنزل الله سبحانه وتعالى آية الصدقة، فبعث رسول الله ( ﷺ ) رجلاً من بني سليم ورجلاً من جهينة وكتب لهما أسنان الصدقة وكيف يأخذان وقال لهما :( مرا على ثعلبة بن حاطب ورجل من بني سليم فخذا صدقاتهما (، فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله ( ﷺ ) فقال : ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إليّ فانطلقا وسمع بها السلمي فنظر إلى خيار أسنان إبله فعزلها للصدقة ثم استقبلهما بها فلما رأياها قالا : ما هذه عليك.
قال : خذاها فإن نفسي بذلك طيبة فمرا على الناس وأخذا الصدقات ثم رجعا إلى ثعلبة فقال أروني كتابكما فقرأه ثم قال : ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية اذهبا حتى أرى رأيي.
قالا : فأقبلا فملا رآهما رسول الله ( ﷺ ) قال قبل أن يتكلما : ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة ثم دعا للسلمي بخير فأخبراه بالذي صنع ثعلبة فأنزل الله سبحانه وتعالى فيه :( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ( الآية إلى قوله سبحانه وتعالى :( وبما كانوا يكذبون ( " وعند رسول الله ( ﷺ ) رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حتى أتاه فقال : ويحك يا ثعلبة لقد أنزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى النبي فسأله أن يقبل منه صدقته فقال : إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك، فجعل يحثو على رأسه التراب فقال له رسول الله ( ﷺ ) :( هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني )، فلما أبى أن يقبل رسول الله ( ﷺ ) صدقته رجع إلى منزله وقبض رسول الله ( ﷺ ) فأتى أبا بكر فقال : اقبل صدقتي.
فقال أبو بكر : لم يقبلها منك رسول الله ( ﷺ ) فأنا لا أقبلها.
فقبض أبو بكر ولم يقبلها