صفحة رقم ١٥٦
وتعالى :( إن إبراهيم لأواه حليم ( جاء في الحديث إن الأواه الخاشع المتضرع.
وقال ابن مسعود : الأواه الكثير الدعاء وقال ابن عباس رضي الله عنهما : هو المؤمن التواب، وقال الحسن وقتادة : الأواه الرحيم بعباد الله وقال مجاهد : الأواه الموقن وقال كعب الأحبار : هو الذي يكثر التأوه وكان إبراهيم ( ﷺ ) يكثر أن يقول أوه من النار قبل أن لا ينفع أوه وقال عقبة بن عامر : الأواه الكثير الذكر لله عز وجل وقال سعيد بن جبير هو المسبح وعنه أنه المعلم للخير.
وقال عطاء : هو الراجع عما يكره الله الخائف من النار.
وقال أبو عبيدة : هو المتأوه شفقاً وفرقاً المتضرع إيقاناً ولزوماً للطاعة.
وقال الزجاج : انتظم في قول أبي عبيدة جميع ما قيل في الأواه وأصله من التأوه وهو أن يسمع للصدر صوت تنفس الصعداء والفعل منه أواه هو قول الرجل عند شدة خوفه وحزنه أوه والسبب فيه أن عند الحزن تحمي الروح داخل القلب ويشتد حرها فالإنسان يخرج ذلك النفس المحترق في القلب ليخف بعض ما به من الحزن والشدة وأما الحليم : فمعناه ظاهر وهو الصفوح عمن سبه أو أتاه بمكروه ثم يقابله بالإحسان واللطف كما فعل إبراهيم بأبيه حين قال لئن لم تنته لأرجمنك، فأجابه إبراهيم بقوله سلام عليك سأستغفر لك ربي.
وقال ابن عباس : الحليم : السيد، وإنما وصف الله عز وجل إبراهيم عليه السلام بهذين الوصفين وهما شدة الرقة والخوف الوجل والشفقة على عباد الله ليبين سبحانه وتعالى أنه مع هذه الصفات الجميلة الحميدة تبرأ من أبيه لما ظهر له إصراره على الكفر فاقتدوا به أنتم في هذه الحالة أيضاً.
التوبة :( ١١٥ ) وما كان الله...
" وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم " ( وقوله سبحانه وتعالى :( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم ( يعني : وما كان الله ليقضي عليكم بالضلال بسبب استغفاركم لموتاكم المشركين بعد أن رزقكم الهداية ووفقكم للإيمان به وبرسوله وذلك أنه لما منع المؤمنين من الاستغفار للمشركين وكانوا قد استغفروا لهم قبل المنع خافوا ما صدر منهم فأعلمهم أن ذلك ليس بضائرهم ) حتى يبين لهم ما يتقون ( يعني ما يأتون وما يذرون وهو أن يقدم إليهم النهي عن ذلك الفعل فأما قبل النهي فلا حرج عليهم في فعله وقيل : إن جماعة من المسلمين كانوا قد ماتوا قبل النهي عن الاستغفار للمشركين فلما منعوا من ذلك وقع في قلوب المؤمنين خوف على من مات على ذلك فأنزل الله عز وجل هذه الآية وبين أنه لا يؤآخذهم بعمل إلا بعد أن يبين لهم ما يجب عليهم أن يتقوه ويتركوه.
وقال مجاهد : بيان الله للمؤمنين في ترك الاستغفار للمشركين خاصة وبيانه لهم في معصيته وطاعته عامة.
وقال مجاهد : بيان الله للمؤمنين في ترك الاستغفار للمشركين خاصة وبيانه لهم في معصيته وطاعته عامة.
وقال الضحاك : وما كان الله ليعذب قوماً حتى يبين لهم ما يأتون وما يذرون.
وقال مقاتل والكلبي : هذا في أمر المنسوخ وذلك أن قوماً قدموا على النبي ( ﷺ ) وأسلموا قبل تحريم الخمر وصرف القبلة إلى الكعبة